إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 28 أبريل 2011

بديل الإخوان والسلفيين


قرأت خبرا علي موقع الدستور منذ أيام، عن الدعوة السلفية يقول بالنص: "الدعوة السلفية: تطبيق أحكام الشريعة يحسم دعمنا لأحد مرشحي الرئاسة.. وأبو الفتوح الأقرب".

فتيقنت أن ظنوني وتكهنات الكثيرين قد أصبحت واقعا حقيقيا والحمد الله، وأن الإخوان والسلفيين "اتصالحوا خلاص ورجعوا لبعض في الجونينة" بعد سنوات من الاتهامات المتبادلة بينهم!

 حيث اتهم الإخوة السلفيون الإخوان بأنهم جماعة سياسية يبغون الاستيلاء على الحكم والعياذ بالله، أما نحن -السلفين- فلا نبغي سوى تطبيق الشريعة الإسلامية، ولسنا وراء الحكم!!

على الرغم من أنني أتذكر خبرا سابقاً لأحد السلفيين، يدور حول تفكيرهم في الترشح لانتخابات الرئاسة بعد أن اكتشفوا بالمصادفة البحتة أن الخروج على الحاكم مش حرام ولا حاجة، زي ما كانوا بيقولوا أيام الثورة، وعرفوا إن ده مكروه بس مش أكتر!

وبصرف النظر عن كلاً التصريحين، فإننا في مواجهة حقيقة واحدة نعرفها جيداً، وهي إما تعاون السلفيين مع الإخوان، طبعاً مقابل حتة من التورتة اللي عليها حتة الكريز اللذيذة، أو طمع السلفيين في التورتة كلها، إذا ظنوا خطأ أنهم أقوى من الإخوان، ومش محتاجين قوي إنهم يتعاونوا معاهم!!!

السؤال المهم الآن لكل من لا يرحب بأيٍ من السلفيين ولا الإخوان، من هو البديل القوي؟؟

لدينا في الساحة الآن هذه الأسماء -بعد استبعاد الإخوان وحلفائهم-الأستاذ عمرو موسىالمستشار هشام البسطويسيالدكتور البرادعي

وآخرون لن نذكرهم لأنهم -حتى الآن- ليسوا قوة حقيقية، بما فيهم -مع كل الاحترام والتقدير- الفريق مجدي حتاتة.إذا حاولنا القيام بتحليل مبسّط جداً لكل من الأسماء الثلاثة المذكورة، فيمكن أن نقول الآتي:

عمرو موسى: شخصية تتمتع بكاريزما كبيرة، محبوب إلى حد كبير، له تاريخ وإن كان البعض يأخذ عليه بعض المواقف ومنها موقفه قبل وفي أثناء الثورة، ولكنهم يتفقون على تاريخه عندما كان في الخارجية المصرية، ومع بعض المحاولات لتنشيط الذاكرة المصرية، يمكننا ً أن نتذكر موقفه الإيجابي في بعض القضايا الحيوية، وخاصة القضية الفلسطينية، وموقف النظام السابق منه، وخاصة مبارك الذي أطاح به بسبب اعتراضه على سياسة مصر الخارجية، وكذلك بسبب خوف النظام من قوة موسى في الشارع المصري، حتى تم وضعه في آخر عشر سنوات في فريزر الجامعة العربية، وموسي يتمتع إلى حد كبير بشخصية ليبرالية، محبة للقضية العربية وفكرة الوطن العربي الواحد، مع قوة شخصية وإدراك كامل للوضع الراهن للوطن والقضايا العربية المحيطة وكيفية التعامل معها وعلاقتنا بالدول العربية والأجنبية.

هشام البسطويسي: مستشار جيد السمعة، معروف أنه تصدى للكثير من محاولات التزوير التي كانت تشهدها البلاد عندما كان مراقبا في العديد من انتخابات مجلس الشعب، وخاصة في عام 2003، عندما قضت محكمة النقض برئاسة المستشار حسام الغرياني وعضوية المستشار هشام البسطويسي ببطلان نتائج انتخابات دائرة الزيتون -دائرة زكريا عزمي- وبالطبع منذ ذلك التاريخ وهو مغضوب عليه من النظام، وبالنسبة لميوله السياسي، فإن المعلومات المطروحة للمستشار البسطويسي غير كافية للتعريف بها، وإن كان برنامجه الانتخابي "ينطلق من ثوابت وطنية هي الحرية السياسية والاقتصادية وضمان حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية في إطار من مبادئ الشريعة الإسلام" على حد قوله، وفي النهاية نستطيع أن نقول إنه رجل نظيف اليد ومحترم.

الدكتور البرادعي: ومن لا يعرفه! فهو المفجر الحقيقي لكلمة "نعم نستطيع"، والذي قاد فكرة أننا نستطيع أن نقول "لا"، بغض النظر عن كل الهجوم الذي لاقاه، وبغض النظر أيضاً عن موقفه في أثناء الثورة وقبلها، وأنه كان يقود الشباب من خلال صفحته علي موقع الفيس بوك فقط، واتهام الكثيرين له أنه كان خلف الستار ولم يظهر بشكل حقيقي في أثناء الثورة، أما بالنسبة لموقفه السياسي فهو -على حد قوله أيضاً- رجل "اشتراكي ديمقراطي" مع أنني لا أفهم العلاقة بين الديمقراطية والاشتراكية ولكن لا بأس.السؤال الثاني الأن، وعشان ما نضحكش علي بعض، مَن مِن هؤلاء قد يقوم بأي اتفاق -معلن أو غير معلن-  مع الإخوان في حملته الانتخابية؟!فالإخوان قوة سياسية مؤثرة جداً، وبالرغم من أنهم سوف يرشحون ممثلا عنهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فإن هذا لا يمنع بالطبع احتمال تضامنهم مع أي من المرشحين، احتياطي يعني، لضمان وجودهم بقوة، حيث إن وجودهم في مجلس الشعب بنسبة 49% كما أعلنوا مؤخراً -مع أنهم أعلنوا قبل ذلك رغبتهم في الاحتفاظ بـ 30% فقط- بس ماشي فهي غير كافية لهم الآن، وخاصة بعد ما البعبع بتاعهم ما راح زيارة لبورتو طره وبقت فرصة!!

ولأن السياسة لعبة مش دايماً بتبقى نظيفة قوي يعني، فيجب أن نفكر ونتوقع أي شيء وكل شيء!

ويظل السؤال مطروحا بقوة: من هو البديل القوي في وجه الإخوان الآن؟ أو من سيقوم بالتحالف معهم لضمان نجاحه في رئاسة مصر في الفترة المقبلة؟  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق