إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

عقول أمة اقرأ التي لا تقرأ!

كتبت منذ أيام مقالا نشر على موقع الموجز عن مشكلة زواج البنات فى سن التاسعة (المقال:هند جمعة تكتب: أيها الأطفال: تزوّجوا فى التاسعة خيرًا لكم!) ، وكيف أنها عادة وظاهرة متفشية فى المجتمع المصري منذ سنين، بسبب الجهل والفقر، ثم ذكرت أن المشكلة الكبرى فى فتاوى بعض رجال الدين (المتأسلمين برضه) فى إباحة الزواج فى هذا العمر الخطر، مع أنها متاجرة بالأطفال.

لم أذكر اسم شيخ بعينه فى المقال، ليس خوفا من أحد، ولكن لأنه ليس شخصا واحدا (يا ريت!) بل هم شيوخ وشيوخ وشيوخ، لن يمكنني حصر عددهم أبدا.

المؤسف -والعادي فى نفس الوقت!- هو رد فعل بعض الأشخاص الذين توهّموا أنهم قرأوا المقالة، وأنا متأكدة أن أحدا منهم لم يقرأ، أو على الأقل لم يقرأ بعقله، حيث بدأوا يسنّون سكينا على رقبة تلك الكاتبة المتبرّجة -على حد تعبيرهم!- ويكيلون لها الاتهامات من كل صنف ولون، لكن الأكثر مدعاة للأسف أن بعض التعليقات السخيفة جاءت من فتيات، أى أن لدينا فى مجتمعنا بنات توافق على زواجهن أو ذويهم في سن التاسعة!

أما المثير في الأمر، أن معظم التعليقات كانت عن أشياء لا علاقة لها بموضوع المقال، حيث اتهمني بعضهم بالكذب وبأني مضللة، ووصف الإعلام بالكاذب والصحافة بالصفراء، رغم أني بالمناسبة لا صحفية ولا كاتبة، وإنما مجرد شخص يعيش فى هذا الوطن ويطرح مشكلة كبيرة للنقاش، مهما اختلفتَ أو اتفقتَ معى، ما علاقة شخصي وشكلى وزواجى وحجابى من عدمه بالمشكلة؟!



لكن -من خلال هذه التجربة- تأكدت أكثر أن المشكلة يا سادة ليست فى شكلى الشخصي، ولا فى عقل هذا الشيخ أو غيره، وإنما فى عقولنا نحن، وفى كلمة "آمين" التي لا يجب أن تقال لأي كائن لمجرد أنه بذقن ويدّعى أن عنده علما من عند الله، فيأتي ليعبث بعقولنا وأطفالنا كما شاء ويرضي غرائز مريضة تشمئز منها القلوب!


المشكلة ليست فى الفتوى، ولكن فيمن يقول "طالما الشيخ قال هذا فرأيه يحترم" (تعليق من التعليقات المريضة)!

لا يا أخى هذا الرأي لا يُحترم، نحن أمة اقرأ، وأمة اقرأ لا يجب أن تكون بهذا الجهل، فلديها من الكتب والمعارف والعلم ما يقيها الوقوع في هذا الوهم، أو الانصياع وراء أي أحد دون دراسة وتمحيص لكل كلمة يقولها، ورؤية موقعها من شرع الله عز وجل.

المشكلة ليست في الفتيات اللاتي لم يتزوجن بعد، وليست فى مشكلة العنوسة التي كان بالأحرى مناقشتها بدلا من كارثة زواج الأطفال فى سن التاسعة -كما نصحتني إحدى القارئات- ولكن في كارثة استسهال ضياع عقول بناتنا والقضاء على طفولتهن البريئة والتخلص منهن من أقصر طريق، لأنهن لن يتحملن جسديا ولا صحيا الزواج والحمل والإنجاب وتربية أطفال أصغر منهن بتسعة أعوام، كان من الممكن أن يلعبوا معهم فى نفس الشارع!

المشكلة في كارثة السمع الطاعة التي يخضع لها أغلب الشعب المصري الآن!

عملية القضاء الممنهج والمنظم جدا من قادة هذا البلد على جميع عناصر المجتمع، بداية من الأطفال بالتخلص من عار أجسادهم مبكرا، مرورا بإطفاء روح التديّن الكاذب والمقنع لشعب نصفه لا يجد أساسا قوت يومه، ليبحث عن بديل للدخل عن طريق زواج أطفاله من عجائز باسم الجوع وتحت شعار الدين (الذي يسمح بذالك فى ظنهم الخاطيء)، وأخيرا تهجير النخبة الباقية من الشعب المتعلم الذي لن يستطيع التواجد فى هذا الوطن ورؤية هذا الشذوذ حولهم أكثر من هذا، لتنتفع بعقولهم جميع بلدان العالم التى لا تهتم بأجساد الأطفال، وتقنن الاغتصاب بالقانون، بحجة التخلص من الوقوع فى الرزيلة!

وإني أسأل كل من يظن أنني أتهم الشيوخ بالباطل، أو أنني ضمن كتيبة الإعلام الكاذب المضلل، كل من يرى أن هناك أولويات كثيرة للكلام عنها أهم من مصيبة تقنين اغتصاب أطفالنا باسم الدين: هل بقى لهذا الشعب من أمل في حياة أفضل بعد كل هذا؟ هل حقا نصدق أن لنا مستقبلا نسعى اليه ونعيش من أجله بعد العبث بأجساد صغارنا؟

سؤال أخير لكل أب وأم يعيشان على أرض هذا الوطن: هل حقا ترضون لأطفالكم هذا القرف تحت أي مسمى؟

إذا كانت الإجابة بنعم، فلتسرعوا إذن بالبحث عن عجوز ما لتزوجوه لطفلتكم لتضمنوا دخول الجنة!

الأحد، 30 سبتمبر 2012

أيها الأطفال: تزوّجوا فى التاسعة خيرًا لكم!


بجُملة ما تفرزه العقلية المتحجرة التي يتزايد حاملوها فى مصرنا المحروسة هذه الأيام، سمعنا الدعاوى التي تنادي بإباحة زواج الأطفال (أقصد البنات) فى سن التاسعة!

وإذا تجرأ أي شخص وقال: "كيف تزوجوا الأطفال فى هذا العمر؟" يرد عليه ألف متأسلم ويقول: "هكذا تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة" لتصمت بعدها الأفواه تماما وتقول آمين!

والمضحك فى مجتمعنا المصاب بالاسكيزوفرنيا، والمنغرس فى الوهم العظيم، أنه لا يعلم -أو يدّعي أنه لا يعلم- أن أغلب بناتنا فى الأرياف والصعيد، خاصة الفقراء منهن، يتم بيعهن فى هذه السن لأغنياء الخليج الستينيين، فهذا بالطبع أرخص لهم من تأجير عاملة فلبينية أو أندونسية، يعني حاجة ببلاش كده، وفى الحلال برضه يا عم شيخ!

أما المبكي فهو صدور فتاوى لإباحة بل وتجميل هذا الشذوذ الفكرى والجسدي من مُدّعي الدين، ممن يطلق عليهم لقب "شيوخ"، اللقب الذي كانت له هيبته ومكانته فى الماضي، ثم أصبح لقبا مفضلا لكل مريض نفسى، يحاول أن يوهمنا ويُسكتنا بكلمة فتوى وكلمة دين، حتى يخرس قلوبنا وعقولنا معاً!

ويتناسى الشيوخ ما تنقله كتب التاريخ الموثوقة بالبراهين والتواريخ التي لا يمكن التشكك فيها، أن السيدة عائشة لم تكن فى التاسعة عندما دخل بها الرسول صلى الله عليه وسلم، بل على الأرجح بين الخامسة عشرة والسابعة عشرة، وهي سن مناسبة للزواج فى هذه الفترة وتلك المجتمعات البدوية.

ولكن السؤل هنا: لماذا الإصرار العجيب على إلصاق هذا الموقف غير السوي بالرسول صلى الله عليه وسلم من الذين يحاولون إقناع العالم فى كل موقف عبيط أنهم أحبّاء الرسول وأنصار الرسول ومقاتلو الرسول والمدافعون عنه حتى الموت؟!
أليس أولى لهم بدلا من قتل شخص لأنه يحمل جنسية بلد قام أحد أبنائها بعمل فيلم مسيء للرسول، أن ينشروا على الملأ وبكل اللغات حقيقة هذا الرسول الفذ بالأدلة التاريخية التي بين أيديهم؟ وأن يقاتلوا الفكر بالفكر لرفع هذه الشبهات عن نبي الرحمة؟!

إن هذا الذى يقوم به هؤلاء المتأسلمون، لا مبرر له، سوى أنه رغبة شيطانية خفية فى قلوبهم للإساءة لرسولهم أكثر مما يمكن أن يفعل أعداؤه وهم كُثر!

وبما أننا نعيش الآن زمن هؤلاء الشيوخ، فأحب أن أخاطب أطفال مصر باسم شيوخنا الأعزاء، وأقول لهم: يا أيها الأطفال فى كل مكان، تزوّجوا فى التاسعة من عمركم ممن يكبرنكم بأربعين أو خمسين عاماً، وعيشوا طفولتكم فى قهر وشذوذ حتى يقضى الله أمره، وقولوا هذا نصيبنا!

يا أيها الآباء: زوّجوا أطفالكم فى التاسعة، استمتعوا بمراقبة شذوذ شيوخ الخليج مع أطفالكم، دافعوا عن الدين والسنّة، ارفعوا أيديكم وأعينكم أمام جهّال الدين الذين يلومونكم وقولوا بكل فخر هكذا فعل رسولنا (بالكذب) وإنا على آثاره لمهتدون، اكذبوا على أنفسكم حتى تصدّقوا كذبتكم، لكن اعلموا أنكم لن تكذبوا على الله ولن يشفع لكم رسوله صلى الله عليه وسلم فيما كذبتم به.

المقالة على موقع الموجز:

الأحد، 26 أغسطس 2012

مقلب الزبالة الكبير.. داخلنا!!


لعل الكثيرين منا قد سمعوا أو رأوا المشهد المؤسف لمدعي الدين الذي سبّ إلهام شاهين، واتهمها عيانا بيانا بالزنا!!

ومع أنني لست مغرمة بإلهام شاهين فنيا، فإن ما سمعناه فى الفترة الأخيرة عقب الثورة تحديدا، يبشّر بكارثة حقيقية، فنحن على أبواب فتنة دينية قد تزلزل كيان الكثير منا، وتضعنا فى موقف تساؤل مع النفس!

فهل هذا هو ديننا؟
أهكذا أمرنا الله سبحانه وتعالى؟
أن نلعن ونسبّ ونستبيح عرض كل من لا يعجبنا؟

وإذا نطق بهذه الهلوثة إنسان عادي، غير مؤثر، فلعل أحدا لن يلتفت إليه، ولن يعيره انتباها، ولكن أن ينطق بها من يسمونه شيخاً، فتلك هي الكارثة الكبرى!
وباقي الكارثة، سوف تكتشفه عندما تقرأ تعليقات الناس على هذا الفيديو في الفيس بوك، لأنك ستشعر فورا وكأنك تتجول فى مقلب زبالة كبير!

ما كل هذه القاذورات التي تملأ عقولنا وقلوبنا؟
ما كل هذا الكره والحقد والجهل والغل الذي أصبح الشعب المصري يمتاز به؟!
ولكي تصدقوني، إليكم نماذج من هذه التعليقات!

ماشى يا طاهرة "عدد 6 إعجاب بهذا القديس"!
وإنتى يا رقاصة درجة تالتة مش عار ع الاسلام؟ "عدد 5 إعجاب"!
واحدة عريانة زيك المفروض متكلمش "عدد6 إعجاب"!
سبتوا الشريفة الطاهرة وبتتكلموا على الشيخ!
إنتى لحم رخيص يابنت شاهين!
‘نتى مانزلتيش ليه امبارح ؟؟؟ جماعة متحرشون بلا حدود كانوا مستنينيك!

لن أنكر أن هناك تعليقات أخرى محترمة، مثل هذا التعليق الذى أعجبني:
"كم من عاصٍ تاب قيل موته وأصبح من أهل الجنة، بدل ماتشتم فيها حاسب نفسك الأول، ولو إنت لا سمح الله كامل ومفيش حد كامل، أقل واجب ادعي لها بالهداية، مش بعيد إن اللى عمال يشتم ده يكون من أهل النار !!!"

فإلى المُعلّقين المرضى، اذهبوا للعلاج، هذا أرحم لكم ولنا.

وإلى هذا الشيخ: إذا لم يكن فن إلهام شاهين يعجبك، أو الفن عموما، فهذا شأنك، إذا كانت ملابسها لا تعجبك، فهذا شأنها، إذا كان عدم حجابها لا يعجبك، فتحجّب أنت أولا من الداخل، أما إذا كنت تتخيل أنك نبي الله على الأرض، فاعلم أن نبي الله نفسه لم يقل أبدا لسيدة "كم من واحد اعتلاكِ باسم الفن"!!

كفوا عن فتواكم المريضة وارحمونا، فقد وشكنا على الفتنة فى ديننا!!


الأحد، 29 أبريل 2012


مصر ترجع إلى الوراء

هل جاء اليوم الذي يندم فيه كل من شارك في الثورة أو أيّدها أو فقد عزيزا فيها؟!

هل عشنا 14 يوما في رعب من النزول في الشارع، وأكثر من سنة بلا أمن على الإطلاق، ليجيء الإسلاميون فينتشلوننا من هذا الرعب المؤقت، ليفرضوا علينا رعبا أكبر بالبقاء في البيوت للأبد؟!

هل استمعنا بكل مشاعرنا لأغنية منير (وحياتك لفضل أغيّر فيكي لحد ما ترضي عليه) ليجيء هؤلاء العابثون ببلادنا ويغيروا كل ما فيها، وكل ما يمثّل شخصيتنا المصرية، فيحولوننا إلى نسخة مشوّهة من شبه الجزيرة؟

هل جاء اليوم الذي نسأل فيه أنفسنا لماذا قمنا بالثورة؟

هل تخلصنا من نظام مبارك، لندخل في عصر بلا نظام، ومحاولات مضللة لتطبيق شريعة سمحاء بريئة من أفعال من ينادون بها؟

إلى كل من انتخب الإخوان أو حزب النور: هل كنت تنتظر من انتخابهم مناقشة قضية مضاجعة الزوج للزوجة بعد موتها بـ6 ساعات؟!

أم كنت تنتظر في لهفة إلغاء قانون الخلع الذي أقرّه الأزهر الشريف!

هل كنا في حاجة إلى قانون لفصل السيدات عن الرجال في العمل والجامعة والمدرسة؟ أما كنا في حاجة للتوقف عن الضحك وحبس واحد ممن أضحك المصريين من القلب واتهامه بازدراء الأديان؟ لنقف صفا في انتظار فرج فودة جديد؟

هل نحن في حاجة -بعد الثورة- إلى من يعلّم المصريين دينهم؟ أو من يحاول تنحية الأقباط جانباً قبل أن يأتي اليوم اذلي نطردهم فيه نهائياً من مصر؟

هل نرى في إيران وأفغانستان والسعودية نماذج مثالية، نتمنى أن نعيشها في بلادنا، ولهذا قمنا بالثورة؟ هل نسعى لحبس النساء في المنازل لنخفف عن الرجل عبء إلقاء النظرات وعدم غضّ البصر؟
إلى كل من لم يكن إخوانيا ولا سلفيا ومع ذلك اختارهم في الانتخابات، بحجة انهم بتوع ربنا، وخلينا نجربهم، وإحنا خسرانين ايه! هل علمتهم حجم خسارتنا الآن؟

هل ناقش نائبك المحترم (بتاع ربنا) قضية مهمة من قضايا الوطن التي لا تُعد ولا تُحصي؟ هل ناقش أحد النواب الإسلاميين قضية محاكمة رموز  النظام الفاسد الذين يعيشون منذ أكثر من عام الآن بين مستشفيات 5 نجوم وسجون بها كل وسائل الراحة، وفى انتظار عمليات تعطيل لا نهاية لها، حتى يأتي أمر الله؟!


هل ناقش أحد النواب المتأسلمين قانون التحرش، بدلا من مناقشة قانون حماية المتحرش..أو قضية انهيار المنظومة التعليمية كاملة، بدلا من مناقشة إلغاء تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس (لغة الاعداء الكفرة)؟!

هل ناقش أحدهم مشكلة السياحة المتعثرة التي خربت بيوت ملايين المصريين في قطاع السياحة والتجارة والفنادق والطيران وحتى العمالة اليومية، منذ أكثر من عام و نصف وحتى الآن؟!

هل فكّرت إحدى النائبات المحترمات -باعتبارها أمّا وبتحس- أن تناقش مشكلة أطفال الشوارع والمشردين وقضية تكاثرهم بشكل مخيف، حتي اصبحت المشكلة هي مشكلة عائلات الشوارع وليس اطفال الشوارع والتي تعتبر قنبلة موقوتة في مصر، لا أحد يعلم  متى تنفجر، بدلا من اتهام ثائري التحرير بتعاطي الترامادول؟!
لا للأسف، لم يقم أي من هؤلاء بمناقشة أي قضية مهمة من قضايا الوطن الكثيرة، ولا أي قضية أخرى عليها القيمة!!

لا مشكلة بنزين يختفي كل أسبوعين، ولا ارتفاع تكاليف المعيشة لأكثر من الضعف في أقل من سنة، ولا غياب الأمن، ولا ارتفاع البطالة، ولا جلد أولادنا في البلاد العربية، ولا هروب الفاسدين خارج البلاد، ولا محاولة استعادة أموالنا المهربة إلى الخارج، ولا محاسبة المتسببين في قتل الثوار، ولا غيرها من القضايا المصيرية التي تحتاج مجلدات لسردها في مصر!

حتى القضايا المهمة التي ناقشوها، لم يتجرأ أحدهم على الاقتراب منها  إلا عندما وجدوا أنفسهم معرّضين للضرر منها، مثل المادة 28 التي حشدوا الناس ليلا ونهارا في مساجدهم وشوارعهم للتصويت بنعم للدستور و كفروا من قال "لا"!

ثم لم يلبثوا بعد أن قالوا "نعم" أن خرجوا عليها عندما تعارضت مع مصالحهم وشعروا بالتهديد! وحتى عندما حاولوا الخروج على حكومة الجنزوري، كان عندما وقف المجلس العسكري ضدهم فقط، أو عندما اختلفوا معه على ابتلاع مصر!

وعندما أُصدرت شروط الترشح غير الطبيعية للرئاسة، ومن ضمنها شرط الزوجة والأبوين غير الحاملين لأي جنسية غير مصرية، لم يحاول هؤلاء الكاذبون الاعتراض عليها، رغم أنها لا معنى لها، ظناً منهم أنها ستمنع زويل من الترشح، وهو من الشخصيات التي يتفق كل المصريين عليها، ولذلك صمتوا وفرحوا بها، لكن لما طالتهم في شيخهم، خروجوا حشوداً رافضين المادة والقانون الذي طالما ساندوه!

والسؤال: هل أفاق المصريون الآن أم لا؟

إلى كل من يؤمن بالحرية، بالديمقراطية  الحقيقية، بالتنمية، إلى كل من يؤمن ببقاء مصر مصرية، لا عربية ولا دولة خلافة، إلى كل من يؤمن بالإسلام الدين الحق المعتدل الذي لا يفرض على أحد أو يجبر أحدا على اعتناق ما لا يؤمن به قلبه..

إلى كل مصري حر، لا يرضى بالظلم، ولا يرضي بالشذوذ الفكرى، ولا يرضى بالإهانة ولا كبت الحريات، إلى كل مواطن حر، لا يرضى بتكفير من يختلف معه..

إلى كل من شارك في الثورة، سواء بنزوله أو بقبوله الثورة بقلبه، أو حتى بصمته!

لا تدع مصر ترجع إلى الوراء، ولا تنتظر حتى تسمع عن عمليات الاغتيال تلاحقنا من جديد، وإلا سوف يكون من حقنا  جميعاً الكفر بالثورة!

الاثنين، 9 أبريل 2012

أخوان كاذبون


سألني أحد الزملاء اليوم: إنتي قارشة ملحة الإخوان زيادة كده ليه؟

قلت له لأ مش الإخوان، أنا قارشة ملحة كل "المتأسلمين"، بمختلف أسمائهم وتسمياتهم، فكلهم كاذبون، قال لي: بس ماتعمميش، مش كلهم.. سكت وقلت عندك حق، مش كلهم، وبعد قليل من التفكير، قلت لنفسي، لأ كلهم!

لنستعد بعض الذكريات على المدى القصير جداً، ابتداء من الثورة المجيدة، عندما قال الإخوان، لن نشارك في الثورة، وبعد يومين من انطلاقها، ورؤية احتمال نجاحها من حجم المشاركين فيها، قرروا المشاركة فوراُ، ورجعوا وقالوا خلاص هنشارك.. كاذبون!

وبعد التنحي، طلع مرشد الإخوان بيان أنهم شاركوا في الثورة منذ اللحظة الأولى، بل وتمادوا في البجاحة وقالوا إنهم أعدّوا لهذا الثورة من 2004 كما جاء على لسان مرشدهم بعد الثورة، رغم أنه هو نفسه من قام في 2005 بإعلان تأييد الإخوان لمبارك، والوقوف معه ضد أيمن نور.. كاذبون!

في نفس التوقيت، طلع علينا الكثير من المتأسلمين الأكثر تشدداً، من أمثال الشيخ حسان ويعقوب والكثير من أصحاب فتوى عدم جواز الخروج على الحاكم، وحرّموا علينا الثورة، واعتبروا الثوار شوية مشاغبين، وبعد أيام من الثورة، وقرب نجاحها، رجعوا في كلامهم وغيّروا الفتوى، وقال لك حرام الخروج على الحاكم لو كان حاكما صالحا، أما إذا كان فاسدا، فهى حلال حلال، كما لو كانوا في حالة تحقيق ودراسة ليعرفوا أن مبارك وأعوانه طلعوا حكام ظالمين، ويجوز الآن الخروج عليهم، وزادت البجاحة عندما أعلنوا جميعاً أنهم كانوا مع الثورة منذ اليوم الأول..كاذبون!

ولما بدأت معركة الدستور، احتشد الإسلاميون صفا واحدا، على كلمة نعم للدستور، وكفّروا كل من يقول لا، واتهمونا بالكفر أحياناً، وبالفساد والعمالة أحياناً أخرى.. كاذبون!

ولما ثار بعض الثوار على المجلس العسكري، اتهموهم بالعمالة والخيانة، وأظهروا تأييدهم وحبهم الجامح للمجلس العسكري، وكانوا صفا واحداً مع العسكر وحكومة الجنزوري..كاذبون!

وعندما بدأت معركة انتخابات البرلمان، صرّح الإخوان أنهم لا يسعون لأكثر من 30% من التمثيل في البرلمان، وخاضوا بعد ذلك معارك ضارية للحصول على الأغلبية في مجلس الشعب..كاذبون!          

وعندما بدأت معركة اللجان الفرعية بمجلس الشعب، تقاتلوا على الحصول على أغلبيتها، رغم أنهم أكدوا في البداية –كالعادة!- ـانهم لا يسعون للمغالبة ولكن المشاركة..كاذبون!

وعندما بدأت معركة الدستور، وقاتلوا مرة أخرى للسيطرة على أغلبية الأغلبية خارج وداخل البرلمان، وحاربوا كل من يهاجم أغلبيتهم في الدستور، وبدأوا اللعب على عجلة الإنتاج والغلابة وتدهور الاقتصاد، في محاولة لقلب الشعب البسيط على المنسحبين من الدستور، كما لو كانوا هم أعداء الوطن والاستقرار، وهم من يقومون بعرقلة الانتهاء من الدستور، أما الإخوان المحبون للوطن، لا ينامون ليلا ولا نهارا من أجل إتمام عملية الانتقال السلمي لهم..كاذبون!

ولما انتهي شهر العسل بينهم وبين المجلس العسكري، بسبب معركة الدستور، اتهموا العسكر بالخيانة وانقلبوا عليه وعلى الجنزوري، وحاولوا إسقاط الحكومة، واتهام من يقف في صف العسكر والحكومة بالخيانة والعمالة... كاذبون!

وقام النائب السلفي المحترم بعملية التجميل التي طالما حاربوا وكفروا كل من يقوم بها من الفنانات، بدعوى أنها تغيير في خلق الله، ثم قام النائب المتأسلم بعملية التجميل التي أحلها الآن بكل بساطة، ولم يكتف بهذا، بل ادّعى كذباً على البلطجية الشرفاء أنهم اعترضوا طريقه وسرقوه، للتعتيم على العملية التي قام بها في الخفاء، وعندما فضحه الطبيب، وقال إنه كاذب وقام بعملية تجميل في أنفه في نفس توقيت ادعائه بالسرقة، كذبه وقال لم يحدث، وزاد إصراره على الكذب، حتى افتضح أمره، وأثبتت النيابة كذبه، طلع علينا بدموع التماسيح وقال لك غلطة واغفروا لي..كاذبون!

وعندما اتهم المبجل مصطفى بكري البرادعي بالعمالة دون أي أدلة، ولم يأخذ ضده أي إجراء قانوني فى مجلسهم الموقر، قام المتأسلمون في المجلس بالتصفيق له، على الشرف العظيم الذي ناله بطعن شخصية يقف العالم لها احتراماً وتقديراً ونحن نطعن في شرفه ووطنيته بمنتهى البساطة وكله بما لا يخالف شرع الله..كاذبون!

وعندما قام نائب متأسلم آخر بالادعاء كذباً، أن الثوار يتعاطون الترمادول والمخدرات وفعل الفاحشة في خيام ميدان التحرير، بدون أي دليل على رمي المحصنات، صفق له المتأسلمون أصدقاؤه، ولم يحاسبه أحد فى المجلس الإسلامي على ذالك..كاذبون!

ولما صرح بعض الأشخاص بأن صاحب أشهر واكبر عدد من البوسترات، والدته تحمل الجنسية الأمريكية، طلع علينا بثلاثة فيديوهات، كلها لوم وعتاب وتكذيب لهذا الخبر المفتري عليه فيه، وقال مرة إن هذا الخبر لا أساس له من الصحة تماماً، ثم رجع وحكى حكاية طويلة في فيدو آخر عن أخته التي سافرت مع زوجها ووالدته التي كانت تسافر لها، وحصلت على الجرين كارد فقط، ثم رجع في فيديو آخر وقال إنه اكتشف فجأة أن والدته تحمل الباسبور الأمريكي قبل وفاتها بأيام، وهو لا يعلم بهذا الأمر على الإطلاق، ثم فوجئنا بمعلومات أن والدته التي فقط تحمل الجرين كارد، لها حق التصويت في الانتخابات الرئاسية فى أمريكا!
واتصل أحد اقاربه ببرنامج وائل الإبراشي أمس واتهم صاحب البوسترات بالكذب وقال إنه مرمغ شرف العائلة في الطين (على حد قوله) وإن والدته تحمل الجنسية الأمريكية، كل هذا الكلام، وشيخنا يصرّ على الكذب، ويطلع كل يوم بتصريحات مختلفة ومتناقضة، ويتحدى أي شخص يأتي بورقة واحدة تثبت ما ينكره، ولا أحد يعلم أين الحقيقة حتى الآن..كاذبون!

وعندما أكد الإخوان ألف مرة ومرة أنهم لن يرشحوا أحدا منهم لمنصب الرئاسة، وأنهم يبحثون عن رئيس توافقي، وفجأة طلعوا علينا بالأخ الشاطر الذي لم يكن ينتوي الترشح هو الآخر، لكن أمر الله بقى (أقصد أمر الجماعة).. كاذبون!

وبعد أن استولوا على أغلبية البرلمان، ولجان مجلس الشعب، ورئاسة الدستور، والأعضاء المؤسسين للدستور، والترشح للرئاسة (يعني استولوا على البلد كلها) لا يزالون يعلنوا أنهم لا يسعون إلى الأغلبية على الإطلاق، ولا يسعون إلى سلطة، ويرفعون راية، مشاركة وليس مغالبة..كاذبون!

وأخيرا، تذكرت أغنية الجميلة نجاة، لا لا تكذبي، إني رأيتكما معاً، فدعوا بكاء التماسيح واعترفوا انكم كاذبون!

الأحد، 19 فبراير 2012


رفقاء تايا – كيف أراهم

بعد حوالي عامين من العمل في شركة ذات طابع ليبرالي، إخواني، علماني، وسلفي في بعض الأحيان، أي أنها جزء لا يتجزأ من المجتمع المصري الأصيل، وجدت أنني في حاجة إلى الكتابة عن رفقائي في هذه التجربة الجميلة، تجربة عشتها بكل حواسي ومشاعري، بكل حب وانتماء -لا يزال مستمرا حتى الآن- لكل فرد في الشركة، ابتداء من رئيس مجلس الإدارة إلى السعاة، وقد تعلمت منهم الكثير عن الحب الحقيقي والاحتواء ومعنى تقبل الآخر مهما اختلفت معه.

وقررت أن أتحدث عن كل شخص بمنتهي الصراحة، لعلّ آرائي تضيف شيئا لأي أحد.. (مع كامل الاحتفاظ بالألقاب)

وفيق: الشخص الذي يفرض احترامه وحبه على الجميع دون تمييز، الفارس الحق، في زمن لم ولن نسمع فيه عن معنى كلمة فارس ، أو "الجنتل مان" الحقيقي، هذا هو وفيق المصري القبطي، الذي تشعر معه بكل الاحتواء والحب والأمل، مع كل ابتسامة صافية وعميقة من القلب، والحنان الذي يكفي جميع البشر في وقت واحد، هذا الرجل الذي تتعلم منه كيف تتقّبل الآخر مهما اختلفتَ معه، وتتعلم معنى كلمة المصري الأصيل، بكل أخلاقه وكرمه، والأصل الذي تبحث عنه في كل البشر وبالكاد تجده عند القليل منهم، كم أحبه وأحترمه.

أشرف: المسلم الذي لا تعلم إن كان إخوانياً أم معتدلا، هذا العبقري، الذي دائماً يشعرك أنك (حمار) -لا مؤاخذة- ليس لأنك كذالك، ولكن لأنه حقيقة متقدم عنك كثيراً، الشخص الوحيد -بعد أبي رحمه الله- الذي تضحك حقاً عندما تسمع ألفاظا غريبة منه، ولن تشعر بالإهانة أبدا، لأن لديه كاريزما غريبة، تقنعك بأنك بجد حمار!
المدير الذي يشعرك أنك صاحبه، يبهدلك طول اليوم، وينزل يقعد معاك على القهوة والشيشة في آخر اليوم، كأن شيئا لم يكن، صعب إنك تزعل منه من قلبك، غرس حالة من الصداقة والحب بين الكثير من الموظفين، وبصرف النظر عن عشقه للعبقري ستيف جوبز، وبصرف النظر عن شعورك أحيانا بالملل وأحياناً بالإحباط من تاريخ ستيف جوبز لأنك بجد مش ممكن هتبقى زيه! فهو -في نفس الوقت- يشحن طاقتك إلى أقصى درجة، حتى تؤمن من داخلك، أنك تفهم أحسن من هذا الإستيف ألف مرة، يا له من شخص غريب، أدين له بالكثير مما تعلمت.

نهي: القبطية الجميلة، مُزّة المزز على حق، يخرب بيت ابتسامتها وتفاؤلها بالحياة، يعتقد أي مغفل أنها لا تواجه أي مشاكل في حياتها، وأنها في منتهي السعادة، والحقيقة غير ذلك، ولكن قدرتها على إشاعة روح الفرحة والابتسامة هي التي تخدعك دائماً، عندما أراها أتذكر صوت الجميلة وردة، التي أرى أنها المغنية الوحيدة التي تغني وهي سعيدة، فتنقل هذه السعادة إليك عند سماع أغانيها، نهى لديها قدر كبير من التسامح والمحبة والقوة القاتلة التي تلمع في عينيها، مع جملة " صباح الخير" التي تطربنا بها كل صباح، فتجد أنك بحاجة إلى سماع الجملية فيروز، لأن هذا هو الصوت الوحيد غير المحرم عليك سماعه بعد صوت نهى!

حسام: الكاتب الضاحك الباكي، يفاجئك بكل شيء وعكسه في نفس الثانية، تجده ريفيا ساذجا متسامحا وعبيطا لأقصى درجة، ثم تندهش لثقافته وتفتحه في نفس الثانية، وتجده فكاهيا لأقصي درجة، ثم تمتلئ عيناه بالدموع من حجم الآلام التي يشعر بها في قلبه في نفس الثانية أيضا، تشعر أنك تريد أن تصعقه صعقة كهربائية عنيفة حتى يفيق ويعيش على أرض الواقع، الذي يتخيله دائماً يوتوبيا، في حين أنه يدرك بكل عقله، أنه يعيش في غابة، ليس بها أي بشر..غيره، أُكنّ له كل التقدير والعرفان بالجميل، لأنه أول من اكتشف أنني أستطيع أن أكتب أي كلام فارغ يقرؤه الأغبياء، ويقول عليه: "الله كتابتك حلوة".

وسيم: القبطي الجميل، الابن الضال، على طوله وعرضه يناديني بـ"ماما"، ولا أعلم حتى الآن لماذا أشعر حقا أنه ابني! رغم أنه شحط عنده 27 سنة، ولكن يبدو أن الطفولة المرتسمة بجدارة على وجهه، مع حالة الحب الغارق في التسامح من القلب والعطف تجاه أي كلب معدي في الشارع، أيا كان نوعه، هو ما يشعرني بالأمومة معه، الشخص الوحيد الذي تشعر بجد إنك عايز تخبطة بحاجة في وشه وبعدين تحضنه، لأنه ببساطة لا يستحق إلا هذا الحضن الدافئ بكل حب!
يشعرك بالمسئولية تجاهه بالإجبار، وفي نفس الوقت هو قادر على مساعدتك والجدعنة معاك مهما كلّفه الأمر، حتى لو هيروح يجيب لك سرنجة عشان يساعدك على إدمان المخدرات بأمان، وبعد كده يضحك عليك وياخدك تتعالج عنده، يا له من جبروت وشخصية قوية لم تكتشف بعد!

ياسر: أو ابن الناس الكويسين، كما يطلق عليه الزملاء، الشخصية الأكثر غموضاً في العالم، وليس فقط في الشركة، شخصية هادئة، صامتة، يتخيل الكثير أنّه مسالم وطيب و بريء، لكن داخل هذا الشخصية بركان من الغضب أحيانا، ومن القوة أحيانا أكثر، تحتار معه، هل هي حالة من السلام الداخلي مع النفس، أم حالة من التمرد الشديد على كل شيء، أم حالة لم تُكتشف بعد، لا أحد يعلم شيئا عنه إلا القليل، حتى أكاد أزعم أنّه هو نفسه..لم يتعرف على نفسه بعد!

تامر: رفيق الدرب، من أول يوم رأيته، عرفت أنه سيكون صديقا، جدع قوي، ومجنون ساعات، أسهل واحد تصاحبه، لأنك هتعرف من أول يوم كيف تصل إليه عن طريق معدته، بيحب الأكل قوي، لدرجة أنه بياكل أكل كل الناس في الشركة بالخطأ، أو كما يدّعى أنه خطأ، مع أنني أشك في ذلك بقوة، خلي بالك من اللي بالي بالك، لو أكلت أكله تاني، ماحدش هيدافع عنك، وهتاكل علقة سخنة المرة الجاية يا برنس.

علاء بك: الإخواني الأصيل، الذي لا ينتمي إلى أي أحد ولا أي بلد، بل ينتمي للمجهول، أحبه وأكرهه في نفس الوقت، تشعر أي سيدة تتحدث معه أنها مقهورة، لا أعلم لماذا، لديه قدرة غريبة على إقناعك أنك لازم تتخانق معاه، وتضحك بأعلى صوتك من حالة الفكاهة التي يصدمك بها من غير سبب، أهو حاجة كده غربية لم أستطع اكتشافها، وغالباً لن يستطيع أحد ذلك، عندما أتحدث معه في أي موضوع لا يأتي في بالي غير شيء واحد فقط، أن أهمس "الله يكون في عون مراته!"

مي: أو خالة وسيم، كما تطلق على نفسها، شخصية غريبة في كثير من الأحيان، يملؤها حب الأمومة مع كل بني آدم، حالة الأمومة هذه تترجم إلى أشياء كثيرة، ساعات تشعر بها في كوب لبن تشربه صباحاً وأحيانا تشعر بها مع حالة توبيخ لأي شخص معدّي قدامها، بجد ماما قوي، وأحلى لحظات التأمل والضحك عندما تصر على دخول غرفة أشرف وهي مغلقة "علامة على أنه مشغول" ويبدأ الضحك على الحوار الكوميدي بينهما، خاصة عندما تقول له" بابا"، وهو ما يغضبه كثيرا على ما يبدو لشعوره أنه مش كبير قوي كده عشان يبقى بابا لمي!

نادية: شخصية هادئة، جميلة، حّبوبة، تشعر أنها على علم بكل ما يحدث، رغم مكانها في آخر حجرة في الشركة، ولكن هيهات، إنها تعلم كل شيء، وتتابع كل شيء، أحيانا كثيرة تشعرك بالنشاط والأمل، وأحيانا تشعرك أنها ساكنة جداً، على يقين أنها كانت شعلة نشاط في الماضي.

شافعي: رجل جدًا، جدع جدا، أوحش حاجة فيه إنه انتخب الإخوان، وأحلى حاجة أنه ممكن يغيّر رأيه في يوم من الأيام، أعتقد ذالك.

ريهام أو ريري: دلوعة الشركة، الروقان والأنتكة، سايبة الدنيا كلها تضرب تقلب وقاعدة تسمع مزيكا، الوحيدة التي أبكتني عندما رحلتُ، شخصية في عالم غير العالم، تعتقد بكل إيمان أن الصلاة سوف تحل كل مشاكل العالم، متفتحة أحياناً ومتعصبة في حالة واحدة فقط، إنك تجيب سيرة سيدنا بأي رأي مخالف له، تضحكني بكل حب، وتشعرك إنك برضه مسئول عنها، خصوصاً لو حد عاكسها في الشارع، لأن غالبا هتقوله، ربنا يسامحك.

دينا: متعصبة تجاه الإخوان بشدة أعرف أنها تحبني رغم اختلافنا، ولكنها لا تريد أبدا الدخول معي في أي نقاش سياسي أو ديني، لأنها ترى أن الأفضل عدم النقاش، ولها كل الحق والاحترام.

مشمش، طفلة جميلة، لن يعرف أحد من هي إلا أنا وهي، رغم قصر مدة عملها معنا، لكنها تركت أثرا قويا بداخلي، أكثر شخصية مختلفة معي في معظم آرائي، ولكنها أكثر شخصية مستمعة لي حتى آخر كلمة، ابتسامتها الناعمة تشعرك دائماً أن الأمل لن ينتهي أبدا، أشعر دائماً أن شباب مصر بخير قوي، كلما تكلمت معها، وأشعر بكل افتخار أنني تعرفت عليها.

دعاء: الوحيدة المعجبة بأغنية " قلبي ومفتاحه" للعظيم عبد الوهاب، لأ مش أنا اللي مش فاهمة حاجة في الغنا، دي هي اللي بتحب فريد الأطرش زيادة عن اللزوم!

عبده: الشخصية المرسى مطروحية الفوتوجنيكية، أجمل واحد بيطلع في الصور، لدرجة إنّه ممكن يوقّع أي مزّة بالخداع لو شافت صورته قبل ما تشوف الحقيقة المُرّة، أحسن واحد يقلش ويقول كلام رخم تضحك عليه لحد ما قلبك يوجعك من الضحك، ما تنفعش خروجه من غيره، بجد فنان.

ميمي: رغم إني مالحقتش أكتشفه قوي، لكن أعتقد إنه غالباً فنان مجنون ومغمور، مستقبله ينتظره بكل قوة، أنا الوحيدة اللي مش بيزعل منها لما تقول له ميمي.

نورا: شخصية فرقع لوزية، تلاقيها بتتنطط في كل حتة فيكي يا شركة، صعب تلاقيها قاعدة على مكتبها، رغم إنها سوسة شغل، جدعة قوي، أجدع من ميت راجل في الشغل بصراحة.

رنا: تحب تطبطب عليها من كتر طيبتها وهدوئها، مش بشوفها إلا لو كانت عايزة وسيم يطلب لها أكل من برّه، الوحيدة اللي ماعنديش مشكلة إنها تعطل وسيم عشان يجيب لها أكل، ما هو إنت لازم تساعدها بأي شكل عشان تتخن شوية مش كده!

طارق: شخصية سلفية جداً، مع إنه اشتغل معايا شهر واحد، لكنّه أثر فيا وفي كل المكتب، رغم إن الفارق بيننا في التفكير مثل الفارق بين البحر الأبيض والأحمر تقريبا، لكني أحترمه جداً، لأنه السلفي الوحيد الذي تعرفت عليه ولم يضع آراء مسبقة عليّ قبل أن يعرفني، وأعتقد أنه يحترم اختلافنا، وقد أكون غيّرت شيئا في نفسه تجاه من يختلف معه، أتمنى له التوفيق من قلبي.

فاروق ومايكل: المدة كانت قصيرة قوي، لم أتمكن من معرفتكم جيداً، ولكني أحبكم –بما لا يخالف شرع الله J- وأتمنى لكم التوفيق.
حسام الآخر وصابر: شافعي مقفل عليكم أنا عارفة، بس إنتم رجالة جدعة قوي، لو فتحت شركة في يوم من الأيام، أحب أستقطبكم للعمل معي.

تايا، المكان الوحيد بحياتي الذي أشعر فيه بدفء وحنان البيت، أفتقده بشدة...