إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 7 يناير 2011

نعم – أرفع الهلال بجانب الصليب

عندما استيقظتُ في اليوم الأول من العام الجديد على خبر تفجيرات كنيسة الإسكندرية، وجدت نفسي –كمسلمة- بحاجة للاعتذار عن شيء لم أقم بفعله، فأرسلت رسالة -عبر الفيس بوك- لكل أصدقائي المسيحيين، أعتذر لهم فيها عما حدث.

وكنت من أوائل الذين قاموا بوضع صورة الهلال مع الصليب بديلا لصورتي على الفيس بوك، وذلك عندما وجدت شابا على موقع المصري اليوم يضعها، حيث تذكرت ثورة 19 التي شاهدناها في الأفلام القديمة، وقرأنا عنها في كتب التاريخ، عندما كان المصريون جميعا -على اختلاف أديانهم- وحدة واحدة لتحقيق هدف واحد والانتصار في قضية واحدة.

ووجدت -خلال يوم واحد- أن معظم أصدقائي على الفيس بوك يضعون نفس الصورة بشكل أو بآخر، والحقيقة أنني شعرت بالسعادة رغم كل هذا الحزن الذي يحيط بنا، لأنني تحسست روح هذه الثورة – ثورة 19- وقد تلبستنا جميعًا.

لكن فرحتي لم تطل.. فقد وجدت الجهل والعصبية والتطرف فجأة يحيطون بنا من جديد في كل مكان، فيناقش البعض شيئا غريبا جدا: هل يجوز للمسلم وضع صورة الهلال مع الصليب على صفحته؟ وهل هذا يخالف الدين في شيء؟...نعم.. وهل هذا سؤال أصلاً؟ وهل وصلنا لهذه السطحية في التفكير حقا؟

فما هو الدين؟

الدين -من وجهة نظري- إيمان القلب الكامل بالعقيدة، أي أن محلّه القلب يا مسلمين ويا أقباط.

وأنا لا أتصور على الإطلاق أن المسلم إذا قام برفع صليب، أو دخول كنيسة، أو شارك المسيحين في أعيادهم، أو وضع صورة لهلال مع صليب بغرض إظهار روح الوحدة الوطنية ونبذ العنف والتطرف، يكون قد قام بفعل أي شيء حرام، أو غير جائز شرعًا.

ولا أتصور أيضا أن المسيحي إذا قام بقراءة القرآن، أو شارك المسلمين في أعيادهم بأي شكل، أو قام بشراء فانوس رمضان أو بمب العيد، يكون قد ارتكب إثما أو خطيّة.

فكيف نفكر بهذا الشكل؟

وكيف نحصر الدين في مجموعة من الشعارات والرموز والملابس والأشكال الخارجية الرخيصة؟!

كيف نُحوّل الدين من إيمان بالله سبحانه وتعالى والرسول -صلى الله عليه وسلم- من القلب إلى كلمتي "حرام" و"حلال" وفقط، في كل الأفعال اليومية البسيطة التي نقوم بها لأغراض خيِّرة؟!

هل أصبحنا مسلمين الآن فقط؟!

هل تذكرنا الدين والحلال والحرام الآن فقط؟

هل لم يكن أهلنا وأجدادنا يفهمون الإسلام بشكل صحيح، ونحن الذين نعرف أكثر منهم الآن ونفهم أكثر مما يفهمون؟!

لا أعتقد، فقد كنا في الماضي أكثر إيمانا وإسلاما وتسامحا ومحبة ورفقا ببعضنا بعضا، أكثر بكثير، عندما رفعنا الهلال مع الصليب منذ أكثر من تسعين عاما، لقد كنا مسلمين على حق، أما الآن فنحن مسلمون من الخارج فقط، مسلمون بالجلباب والعباءة، مؤمنون أن الصور والشعارات والحلال والحرام هو الإسلام!!

فما أشد حاجتنا أن يكون إسلامنا أعمق.. وأكثر تسامحا..وأكثر قدرة على التوحيد بيننا في السرّاء والضراء، وبهذا فقط، يمكننا أن نجتاز هذه الأزمة وغيرها، ويكون لدينا أمل في الغد.

أنا أقول لكل جاهل - نعم أنا مسلمة وأنا أحمل الهلال مع الصليب.