إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 1 أغسطس 2013

نحن لا نؤلّه رُسلَنا


أتعجب من الأخوة المنحازين لمرسي والإخوان، ليس فقط لأنهم لا يعقلون ولا يفهمون ولا يرون ولا يدركون ولا يتدبرون ولا أي حاجة بتاتًا، فهذا الأمر عادي وطبيعي من أشخاص لا يقرؤون في الأساس، وإذا كنت لا تقرأ، وخاصة تاريخ بلدك، فلا لوم عليك لأنك جاهل! ولكن لاعتقادهم أننا مثلهم نؤله رسلنا! فإذا اهتممنا لأمر شخص معين، نظل ندافع عنه بغباء دون تفكير أو تدبر!

فاعتقد هؤلاء المغيّبون أننا سندافع عن طنطاوي وعنان عندما أخطئوا في إدارة شئون البلاد، وسوف نبكي عليهم ونولول كما يفعلون مع سادتهم وكبرائهم الذين أضلوهم السبيل، ولكننا لم نفعل.

واعتقدوا مرة أخرى أننا سندافع عن شفيق، لمجرد أنه خسر أمام مرسيهم في الانتخابات، رغم أنه وحتى الآن لا يوجد إثبات قاطع بالأوراق أنه فاسد، مجرد كلام واتهامات، لا رأس لها ولا ذيل، وظنوا أننا سوف نقيم الدنيا و نقعدها حزنًا عليه، ولكننا لم نفعل.

والآن يظنون أننا سنبكي على "البوب"، لأن السيدة "أشتون" تركته وحيدا حزينا فى المؤتمر الصحفي، لتلحق بطائرتها الملاكي، وظنوا أننا عميان وأغبياء مثلهم، سوف نعلّق صوره في كل مكان، وندافع عن البطل المغوار، بعدما أهانته ضيفته في بلده، لكن المفاجأة: أننا لن نفعل.

فنحن لا نؤله أشخاصا يا سادة، فهم بشر مثلنا، يصيبون ويخطئون، وحتى الآن لا تزال كثير من الحقائق غير متاحة لنا، أو كاملة، لذا ننتظر حتى نفهم.

وحتى الفريق السيسي الذي نحترمه جميعًا ونثق فى وطنيته، عندما فوضناه وصدّقناه، كنا نفوّض الجيش المصري فى شخصه، ونحن واثقون في وطنية خير أجناد الأرض، ولكننا لن نؤله شخصا ولن نعفيه من الخطأ، إذا أخطأ يومًا في حق الوطن.

الفرق كبير جدًا بيننا، نحن لا ندافع عن الباطل مهما أعجبنا، نحن لا ندافع عن أشخاص مهما أحببناهم، نحن ندافع عن وطن لا تعلمون عنه شيئا، نحن ندافع عن تاريخ لا تقرؤونه، نحن ندافع عن شعب لا تهتمون به.

أريحوا أنفسكم ووفّروا وقتكم الثمين في محاولة تشويه أشخاص، لا نهتم بوجودهم إذا ثبت لنا أنهم عملاء أو خونة، سبُابكم في مبارك، شفيق، البرادعي، والعالم كله، لا يعنينا في شيء، فنحنا مستمرون في مسيرتنا وطريقنا، ولن نحيد عنه مهما قتلتم، ومهما روّعتم، ومهما ولولتم على جثثكم، فنحن لن نبكي على العملاء، أما المغفلون، فلهم الله.