إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 12 أبريل 2011

الوجه المصري قبل وبعد الثورة



من خلال ملاحظة بسيطة لشبكات التواصل الاجتماعي وخاصة الفيس بوك، تجد أن سلوك شباب مصر بأكمله قد تغير 180 درجة بالتمام والكمال بعد الثورة، لدرجة أن الشاب الذي كان يشارك أصدقاءه فيديوهات هيفاء وهبي وأحدث أغاني نانسي عجرم، هو نفس الشباب الذي يشاركهم الآن مقالات وأخبار وأحوال المجتمع المصري السياسية بكل محتواها!
وهو نفس الشاب الذي كان يلتف حول حفلة عمرو دياب في مارينا، والآن يلتف حول موعد ندوة عمرو حمزاوي وإبراهيم عيسي!
وهو نفس الشباب الذي كان يشاهد برامج التوك شو وقناة ميلودي تتحدى الملل، والآن يشاهد العاشرة مساء و عمرو أديب وغيرهم!.
والشباب الآن يملئون صفحات الفيس بوك بالأخبار السياسية والتحليلات والمقالات، وأراهم جميعا يتناقشون ويختلفون ويحشدون الآراء حول الترشيحات الرئاسية المحتملة، ويعرفون جيداً ما يريدون، وما يطمحون إليه، ويا للعجب عندما يصل الأمر إلي قراءة الدستور المصري كاملاً، وتحليل بنوده، ومناقشة الصالح لهم واقتراح الأفضل، هذا الدستور الذي أشك أن أحدا منا كان يعرف أن هناك شيئا يحمل اسمه قبل فيلم (عايز حقي) لخالد يوسف!
ونحن نرى الآن تكتلات وتوجهات واختلافات من كل أطياف المجتمع، الإسلامية والإخوانية والليبرالية والقبطية والعلمانية، لكنهم مهما اختلفوا على المسميات، فإن الجوهر والهدف واحد.
وهذه حقاً هي الثورة، وهي المكاسب الحقيقية من رواء التغيير، أن أصبحنا بالفعل نعي وندرك ونقرأ ونفهم، أو على الأقل نحاول أن نفهم.ولقد كنت مثل الملايين، أعتقد أننا نحتاج لآلاف السنين حتى نصل لمرحلة أقل من هذا، ولكن جرى الوضع أسرع وأجمل وأقوى من كل التوقعات التي لم نتوقعها حتى!
فهيا يا شباب، نبني مصر من جديد، مصر الواعية بأهلها وشبابها، مصر التي كانت خاملة بنا وكنا خاملين معها، مصر التي أفاقت من غفوتها ونهضت ولن تنام يوما واحدا بعد اليوم!
لقد تحوّل وجه مصر الآن، فلم نعد نرى إلا الوجه المشرق الجميل لك يا مصرنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق