إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 23 يونيو 2011

من فينا الذي يحارب الإسلام؟

 كتبت أكثر من مقال، أهاجم فيه وبشدة بعض الإسلامين -أو المتأسلمين من وجهة نظري- والعديد من الفتاوى التي أرهقتني وجعلتني أكاد أجن منها ومن أمثالها، مثل رضاعة الكبير، وغزوات الصناديق، و طرد الشعب المصري من وطنه، ومؤخراً محاولة فهم أسباب الضعف الاقتصادي لمصر وتحليله بطريقة عبقرية فذة، تقول إنه قد نتج عن طريقتنا في التعامل مع قريضة الجهاد والغزو وسبي الحريم والأطفال، والتي نزلت علينا كالصاعقة في ليلة ليلاء.

وعلى رأي حبيبنا مبارك في مقولته الشهيرة، "أقول الحق إنني لم أكن انتوي الكتابة مره أخرى" عن أي من هذه الفتاوى العبقرية، وذلك لأنني مصابة بداء القولون العصبي وأخاف بشده من الإصابة بالمرارة!

ولكن مع الأسف الشديد، "العيل رجع في الكلام" على رأي محمد صبحي، وذلك عندما شاهدت مقطع فيديو مضحكا ومبكيا بشدة على قناة فوكس الأمريكية للأخبار، والتي خصصت أكثر من 9 دقائق كاملة، للسخرية من فيديو السبايا الشهير، وأكثر من فيديو آخر على شاكلته، والذي أدعوكم جميعاً لمشاهدته للبكاء معي على خيبتنا الثقيلة، ولمعرفة ماذا يقول عنا الغرب، وكيف يخشون من أفكارنا المتخلفة، ومن كثرة عدد المسلمين الذين هم على هذه الشاكلة، وما سيفعلونه بالغرب، وماذا عليهم أن يفعلوا لوقف غزو المسلمين الجهلة لهم، قبل أن يقوموا بغزو أمريكا والرجوع لأوطانهم بعبيد أمريكان للقيام بدور (sex slave) أو العبد الجنسي كما فهموا وفهمنا جميعاً من هذه الدعاوي!!

وأول ما شاهدت هذا الفيديو، تذكرت صديقا قديما لي، ليبرالي كافر، قال لي مرة إن هؤلاء الأشخاص الذين يفتونا بكل ما هو غريب، لابد أن نقيم عليهم الحد، ونتخلص منهم!

وبصرف النظر عن هذا الرأي، فقد تذكرت الكثير من التعليقات التي وصلتني من إخواني المسلمين والمسلمات، والتي اتهمتني بأنني أشوه الإسلام بتلك المقالات، وأنني أساعد على توصيل فكرة أن الإسلام دين إرهاب والمسلمين متخلفون!

ورغم أنني أشعر جيدا بمشاعر أصدقائي وغيرتهم علي دينهم -وأشاركهم الغيرة وبعنف، على ديني الحنيف الذي حاشا لله أن يكون داعيا لتلك الخرافات والتعفن والجهل، بل هو دين أرقى وأعلى وأجمل وأثمن من تلك الفتاوى الغريبة- فإنني أسألهم وأسال نفسي معهم: من الذي يقوم الآن بتشويه الإسلام في نظر غير المسلمين؟

أهي تلك المقالات وغيرها، التي تصرخ في كل سطر وتقول ارحمونا من هذه الصورة غير الحقيقية للإسلام، أم هؤلاء الشيوخ، وتلك الدعاوى الشاذة التي سمحت لقناة أمريكية ومجتمع بأكمله أن يسخر منا ومن تخلفنا، ويعتقد خطأ أن هذه الخرافات هي من صميم الدين الإسلامي للأسف؟!!

من منا يا سادة الذي يحطّ الآن من قدر الدين الإسلامي، أنا أم هؤلاء؟؟

الأحد، 19 يونيو 2011

القائمة السوداء وتخوين الفارس الوحيد

يدهشني كثيراً مصطلح القائمة السوداء الذي أطلق على بعض الفنانين والمثقفين في المجتمع المصري، الذين لم يقفوا مع الثورة المصرية في بدايتها، وبصرف النظر عن أسباب هؤلاء الأشخاص، وهو شيء لا أهتم بمعرفته، حيث إن حرية الرأي واختلاف وجهات النظر حقٌ مكفول للجميع، بصرف النظر عن خطئهم من عدمه، فإن ما يدهشني حقاً هو نظرة التخوين والتكفير التي يحاول الكثيرون النظر بها لهؤلاء الأشخاص، وعلى رأسهم الفنان محمد صبحي الذي انضم من أول يوم لتلك القائمة!

أما ما يدهشني في تخوين صبحي، فهو نسيان –أو تناسي- من هو صبحي، الذي لم يكن أبداً فنانا عاديا منذ بدايته، أو على الأقل منذ بداية تبنيه -من وجهة نظري- للحركة الفنية في مصر، في منتصف الثمانينيات، عندما بدأ سلسلة "ونيس"، ويليه سلسلة مسرحياته التي دعا من خلالها إلى مهرجان المسرح للجميع، في الوقت الذي بدأ المسرح المصري فيه في الانهيار بشكل فظ ومرعب في التسعينيات!

وبعدها بدأ صبحي في تفعيل دور الفن في البناء، من خلال مسلسل ونيس، والمبادئ الجميلة التي تربينا عليها بفضله، ورغم كبر عمري في هذه المرحلة، فإنني أعترف شخصيا أنني تعلمت الكثير من صبحي وقتها، وفي كل حلقة كان صبحي يغرس نبتة جديدة في عقول الكثيرين منا، إذا تذكرنا القليل منها، فيمكن أن نتذكر بوضوح، كيف اهتم صبحي بأهمية تربية الأطفال في بيوتنا، وأهمية غرس الصفات الجميلة فيهم، مثل صلة الرحم، التعاون، الصدق، الأمانة، نظافة الشارع، وخاصة اهتمامه بنظافة الحارة ومحاولة إلقاء الضوء على مشكلة القمامة في الشوارع والحواري المصرية، وأتذكر جيداً أنه في هذه الفترة، كان الكثير من ساكني الحواري المصرية يتصلون بصبحي ليقولوا له إنهم مشوا على دربه، و قاموا بتنظيف الحارة والشوارع المجاورة، إلى أن أعاد الثوار هذه القصة مرة أخرى للحياة، عندما قاموا بتنظيف ميدان التحرير، في خطوة فريدة من نوعها، تحدث عنها العالم أجمع بانبهار.

ولم يكتف صبحي بهذا، بل تطرق لمشكلة أطفال الشوارع، وحاول إيجاد أكثر من حل لتلك المشكلة، من خلال الفن الذي يقدمه، بل وصل به الأمر إلى بناء مدينة "سمبل" الشهيرة التي حاول من خلالها جمع الكثير من أطفال الشوارع، ليرتقي بهم، ليس فقط بتعليمهم و تثقيفهم، بل أيضا بمحاولة تعليمهم الفنون الجميلة والرفيعة التي أؤمن بشدة أنها قد تكون السر في رُقيّ الكثير منهم، وتحويلهم من مجرد أطفال مشردين وبلطجية المستقبل إلي فناني الغد.

ولم ينس صبحي دور المسرح في هذه المرحلة، بل قام بإعادة اكتشاف أكثر من مسرحية، قدم من خلالها وجهة نظره السياسية، خاصة في مسرحيات كارمن وماما امريكا التي جُنّت أمريكا وإسرائيل أيامها منهما، وجن النظام حين حاول تقليد مبارك في مشهد ساخر، ولم يعبأ صبحي بضغط النظام عليه، خاصة في مسلسل "فارس بلا جواد" الذي رفض التليفزيون المصري عرضه في تلك الأيام، و قام صبحي بعرضه في قنوات فضائية خاصة، وذلك لأنه فضح الخطة الصهيونة من خلال هذا المسلسل، والكثير من أعماله التي يصعب حصرها.

ومؤخراً قام صبحي، ورغم كل الضغوط الإعلامية والسلبية الموجهة ضده، بمبادرة رائعة لجمع مليار جنيه، لإعادة بناء وإعمار آلاف المناطق العشوائية في مصر، التي أفرزت لنا في السنوات الأخيرة، آلاف المهمشين والبلطجية الذين انكوينا جميعاً بنارهم، خاصة بعد الثورة!

وفي الوقت الذي انشغل فيه الكثير من شبابنا، بتصنيف مَن مع الثورة ومَن ضدها، وإعداد القوائم السوداء والبيضاء، انشغل صبحي –كعادته- بإعادة بناء المجتمع!!!

والسؤال الآن: هل هذا الفنان -الذي أصّر أن يقدّم الفن الرفيع والصفات الجميلة لنا، في الوقت الذي كان فيه الآخرون يقدمون الفنّ المُسفّ على المسرح، وشعبولا يحط من ثقافة شبابنا أكثر وأكثر- يستحق منا أن نضعه معهم في سلة واحدة، ونسميهم جميعا باسم القائمة السوداء؟!!

أتمنى أن أجد لديكم الإجابة!

الأحد، 12 يونيو 2011

مليون لحية ومليون نقاب..و80 مليون جاهل!

في دعوة جديدة من نوعها، قام أخوة من الشباب السلفيين بالدعوة لإطلاق مليون لحية جديدة قبل رمضان، وزادت على هذا المزاد العلني دعوة الشيخ محمد حسان الذي قال إن عليه بـ 80 مليون لحية وليس مليونا فقط! ومع كل احترامي لحرية إطلاق اللحية من عدمها، فإني في دهشة شديدة لمدى أهمية هذا الأمر، في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها بلادنا الغالية، وأتساءل بحرقة: هل في هذا الوقت العصيب والحيوي نحتاج أن نجمع 80 مليونا أو حتى مليون رجل لإطلاق لحيتهم قبل رمضان؟ هل هذا الذي تحتاج إليه بلادنا الآن ..اللحية؟!

ألم يكن من الأفضل والأجدى لنا أن ندعو 80 مليون مصري إلى العمل بشكل جاد لنصرة بلادنا والنهوض بها للخروج من عنق الزجاجة الذي تخندقنا به؟!

ألم يكن أجدر بنا أن ندعو مليون مصري إلى التبرع للأيتام في الملاجئ الذين لا نعرف إذا كان لديهم ما يكفي لقوت يومهم ولتعليمهم وكسوتهم أم لا؟

ألم يكن الأجدر لكل أطياف المجتمع المصري أن نجمع 80 مليون جنيه لمساندة اقتصاد مصر والبورصة التي تنهار كل يوم بلا أمل؟!

ألا نحتاج اليوم لدعوة مليون أجنبي لزيارة مصر، وكسر حاجز الخوف من زيارتنا بعد الثورة، ومساعدة آلاف المصريين الذين يعملون بالسياحة، والذين فقدوا وظائفهم بين ليلة و ضحاها؟!

أليس من الأفضل أن ندعو مليون شاب للتطوع ومسانده الشرطة، في ظل الغياب الأمني الرهيب الذي نعاني منه جميعاً، ونخاف كل لحظة على بناتنا وأولادنا في الشوارع من التعرض للبلطجة والسرقة والاغتصاب في وضح النهار، وتحت أعيننا جميعاً، دون أن نقدر على فعل شيء لهم؟!

أليس الأفضل أن ندعو شبابنا لبناء مليون مسكن لإيواء أطفال الشوارع وإنقاذهم من الإجرام والمخدرات والاغتصاب؟!

ألا يطلب منا ديننا إنقاذ الملايين تحت خط الفقر في جميع أنحاء الجمهورية من الجوع والتشرد والشحاذة؟!

ألسنا في حاجة لدعوة الملايين للقراءة والتفتح والعلم والعمل، بدل أن نترك كل من هب ودب للعب بعقول المصريين تحت دعاوى كاذبة ومضللة، لا تبني شيئا، وإنما تهدم الشعب المصري بكل طوائفه؟!

إن الدعوة لإطلاق اللحية أو النقاب أو حتى الحجاب، هي دعاوى دينية، وليس لأحد أن ينكرها، ولكن في ظل ما نمر به الآن، نحن في حاجة إلى الدعوة للعمل، وليس الدعوة للأمور الشكلية والقشرية التي سئمنا منها وطفح بنا الكيل بسببها!

يا شيوخ الإسلام، إذا كنتم حقاً شيوخ الإسلام، فادعوا الناس لما ينفع الناس، ودعوكم من الجلباب واللحية وقشور الدين، ودعوا الدين لله سبحانه وتعالى، والعمل للوطن الذي حاربنا جميعاً جنباً إلي جنب لاسترداده، وكفى شغلاً وإشغالا لعقولنا بأمور لم ولن تنفع هذا الوطن في شيء، وكفي بنا 80 مليون جاهل عاش في عصور من الجهل والسطحية والتخلف.

انظروا إلى ما فعله العالم وما وصل إليه، وما وصلنا نحن إليه، ولا تجعلونا نصل لمرحلة البكاء على وطننا الذي سُلب وما زال يُسلب، تارة من فساد الحكام، وتارة أخرى من الدعاوى الوهابية الرخيصة!

أنا أدعو 80 مليون مصري إلى العمل، فهل من مجيب؟؟