إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

وما زال السؤال مطروحا: إحنا ليه كده؟


كتبتُ ذات مقالا بعنوان إحنا ليه كده، وها أنا ذا أسأل للمرة الثانية نفس السؤال، لأنني لم أجد إجابة عن سؤالي حتى الآن!

كلنا كانت لدينا آمال عريضة وقت قيام ثورة 25 يناير، اعتقدنا أن الوقت قد حان أخيرا لكي ننجو من المستنقع الذي سقطنا فيه منذ سنوات طويلة، سنوات من الفساد والفقر وضياع الأمل والإحساس بالوطن. لكننا أفقنا من هذا الوهم بعد فترة قصير جدا، عندما أدركنا أننا قد وقعنا -للمرة الثانية!- في الفخ، فخ ضياع الوطن للأبد باسم الدين والخلافة الإسلامية الوهمية، فثرنا ثانية يوم 30 يونيو، ظنًا منا مرة أخرى أنه الأمل الذي جاء ليمنحنا فرصة ثانية، ننقي فيها ثوبنا من الإثم العظيم الذي ارتكبناه في حق الوطن.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن:  هل ستتحسن الحال حقا في هذا البلد؟ هل مشكلتنا الحقيقية هي الفساد؟ هل تخلصنا من المفسدين وستصفو لنا الحال؟

أعتقد أننى على وشك الوصول لإجابة لسؤالي، وليتني لا أصل!

إن هذا الشعب، شعبنا، جميعه بلا استثناء: شعب مريض مرضا مزمنا، مرضا سرطانيا، من الصعب العلاج منه، لأنه في حالة متأخرة للغاية!

إن فسادنا ليس في حكّامنا، ولكن في أنفسنا نحن، نحن الفاسدون، نحن الملومون وليس حكامنا وحدهم، قد يكونوا ساعدونا على فسادنا، ولكننا أحببنا هذا الفساد، عشقناه، أصبحنا مغرمين به، ولا نستطيع أن نحيا دونه!

فسادنا يا سادة فساد داخلي، فساد في القلوب والأرواح، حتى نربّي أطفالنا منذ طفولتهم على الفساد!

فسادنا فى خيانتنا لكل من حولنا، حتى لأنفسنا، فسادنا فى الرياء، في الكذب، في تزوير الحقيقة لترتاح ضمائرنا، أو هكذا نعتقد!

فسادنا في عملنا، فى بيوتنا، في شوارعنا، فسادنا حتى في تديّننا القشري الكاذب، فسادنا مع أزواجنا وزوجاتنا، فسادنا فى كل حياتنا!

فكيف نطلب من حكّامنا احترام شعب فاسد حتى النخاع؟ّ!

كيف نطلب منهم احترام  معاقينا ونحن لا نرحمهم حتى بنظراتنا إليهم؟!

كيف نطلب منهم الرفق بفقرائنا، ونحن لا نراهم  ولا نشعر بهم في حياتنا؟!

كيف نطلب التسامح مع من نختلف معهم، ونحن على استعداد تام لقتلهم في أي لحظة نتمكن فيها من  القيام بذلك؟!

وكيف ننجو بوطن كل من على أرضه خائن؟!

إن الفساد منا وعلينا، يعيش داخلنا ويتغذى على عيوبنا التي لا تنتهي، ولن ننجوا من فسادنا هذا قبل أن ننقي أنفسنا أولاً !!