إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

ولا يهمك يا حكومة...

أنا مش فاهمة كل الناس مخنوقة من الحكومة وبتلعن سنسفيل أبوها ليه؟ مالها الحكومة يعني؟

إيه المشكلة لما يكون نصف الشعب المصري مش لاقي ياكل؟ ما عنّه ما كل يا أخي!

وإيه المشكلة لما يكون إجمالي الديون مش عارفة كام مليار، طب ما تتبرعوا بدل ما بتشتكوا عمّال علي بطال! بلاش تصييف يا سيدي السنة دى واتبرع لأمك الحكومة.

وإيه المشكلة، لما يكون 40% من الشعب المصري تحت خط الفقر، ومين اللي قال لهم يعني يروحوا تحت الخط ويقعدوا؟! ثم إن ما حدش بيموت من الجوع في مصر، وحتى لو ماتوا، إحنا كتير قوي، خلي البلد تخف شوية!

وإيه المشكلة لما يكون فيه مش عارفة كام مليار جنيه مسروقين من دم الغلابة ومتهربين برّه البلد؟ مش أحسن ما كانوا شربوا بيهم حشيش، ولا ولادهم فسدوا من كتر الفلوس؟!

وإيه المشكلة لما وزارة المالية تفرض ضريبة مبيعات، وضريبة دخل، وضريبة عقارات، وضريبة ترفيه على أي حاجة ملهاش دعوة بالترفيه، وتضرب على فلوس المعاشات، وتضارب بيهم في البورصة وتخسرهم؟ مش أحسن ما كان الشعب الأهوج ده راح سكر بيهم؟!
وإيه يعني لما الدولار كان بيساوي 25 قرش أيام عبد الناصر، ودلوقتي بقى بأكتر من خمسة جنيه؟ مش بقى عندكم مروحة وتكييف وتلاجة ودفي دي وإم بي ثري يا ظلمة!!

وإيه يعني لما يكون فيه أزمة بوتاجاز وسكر وزيت وعيش ودقيق وقمح وطماطم، خلاص يعني هتموتوا من قلة الطماطم يا غجر؟!

وإيه يعني لما تبقى الفاكهة والخضار قال إيه مسرطنة، مش فيه علاج على نفقة الدولة وتأمين صحي عالي المستوى ولا هو افترا على الخلق؟!
وناس تقول مش عارفة الوزير ده بياخد كام في الشهر، و رجل الأعمال ده بيصيف هو وعياله في سويسرا، والمسئول الفلاني بيعالج مراته في أوروبا ببلاش، والتاني مشغل ابنه في شركة بترول وهو حمار حصاوي أصلاً، يا إخوانا بلاش حقد طبقي بقى!
ولا العنوسة ولا المخدرات ولا أطفال الشوارع ولا حوادث الطرق، ولا الرشاوى والمحسوبية والفساد الحكومي، ومشروع توشكا قال إيه الفاشل، وأراضي الدولة اللي بتتباع مجاملات ومشاكل المواصلات والسكة الحديد والتعليم الزبالة والبطالة وبلطجة الشرطة والتعذيب في الأقسام وقانون الطوارئ وقلة الأخلاق وقلة الدم، خلّوا عندكم دم بقى واذكروا محاسن موتاكم!

الحكومة زي الفل بس الشعب –ابن التييييييييييت- هو اللي مش عارف يتحكم عدل!
 
ولا يهمك يا حكومة...

الخميس، 16 ديسمبر 2010

رفاهية الخوف

أشاهد يوميًا في طريقي من عملي إلى المنزل، فتاة -من ضمن كثيرات منتشرات في الشارع المصري- تبيع المناديل، وهي للأسف معاقة، وتعاني من مشكلة في قدمها، ولذا فهي تجلس دائما على الرصيف بجوار إشارة المرور.
واليوم شاهدت بجوارها كلبا من كلاب الشوارع الضالة، يبحث عن أي شيء يأكله بلا فائدة، ومع أنني أخاف الكلاب، خاصة الضال منها، فإن الفتاة لم تخف منه، ولم تُحرّك ساكنًا حتى عندما قام بشمشمة الأرض بجوارها!
 
وبعد أن اندهشت لثانية أو ثانيتين، تذكرت أن هذه الفتاة تفترش الشارع طوال اليوم، وفي الغالب تنام فيه أيضا، أو في أي شارع مجاور، وتتعرض يوميًا بالطبع لجميع كلاب الشوارع، من فصيلة البني أدمين قبل الحيوانات، ووجود كلب ضال -أو مصاب بالصرع حتى!- لا يعد مشكلة بالنسبة لها على الإطلاق!
وبدأت -دون قصد- المقارنة بين حالي وحال هذه الفتاة التي تقاربني في العمر، فوجدتني أنعم بميزة كبيرة، لم أكن أشعر بها أو أفكر فيها قبل ذلك أبدًا، وهي حق الشعور بالخوف، نعم لقد أصبح حتى الخوف نعمة ورفاهية، لكن ليس لجميع مواطني هذا البلد، وإنما لبعضهم فقط، والذين ليس من ضمنهم الفقراء والمحتاجين!

فهذه الفتاة ليس لها الحق في الخوف، لأنه لا بديل لديها إذا شعرت به، وهي تعلم جيداً أنها إذا تجرأت وأحست به لبضع دقائق فقط، فسوف تحكم على نفسها بالموت خوفاً من الغابة الكبيرة التي تعيش فيها في هذا الشارع، دون أهل، دون عائل، دون مثوى أو ساتر، ودون أمل في غدٍ أفضل، وبلا شيء على الإطلاق!!!

وشعرت أنا الأخرى بخوف شديد، لكن ليس من الكلب، ولكن عندما تيقّنت أننا جميعاً مسئولون عن هذه الفتاة وغيرها، مسئولون أمام الله سبحانه وتعالى قبل أنفسنا؛ لأننا تركناهم هكذا، لا يستطيعون أن ينعموا حتى بالأمان الذي هو أقل حق من حقوق الحياة.

وتيقنت أن هذه الفتاة وغيرها لا يقدرون في هذا الزمن علي رفاهية الخوف !

الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

القمامة يا ولاد...

بعد أن شاهدتُ بعينيّ الأستاذ الكبير حمدي قنديل يحاكم أمام المحكمة بتهمة السب واستخدام لفظ "زبالة"، فأنا لا أجرؤ بالطبع على استخدام هذا اللفظ بأي شكل، حتى ولو أقسمت أنني أعني الزبالة بجد مش أي شخص!

ولكن..هناك ظاهرة حقيقية نعاني منها جميعًا، وهي بصراحة ليست جديدة علينا، فنحن ولله الحمد نعاني منها من سنوات طويلة، أعني ظاهرة القمامة في الشوارع المصرية عامة والقاهرية خاصة.
جزء من هذه المشكلة ظهر نتيجة للفكرة العبقرية اللولبية التي توصلت إليها حكومتنا الذكية، عندما قررت اللجوء لشركة فرنسية لنقل قمامة مصر المحروسة، لأن الشعب المصري "الرقيق" قرفان من ريحة القمامة ولا يستطيع تصور حملها من مكان لمكان، وبالتالي اضطرت الحكومة إلى اللجوء للفرنسيين الأعزاء لأنهم أقل ترفاً منا، ويستطيعون تحمل هذه الرائحة الكريهة بكل حب وشغف!
 
ولكن للأسف فإن الرائحة –فيما يبدو- كانت أقوى من قدرتهم على التحمل، فقرروا حمل 10% فقط من القمامة بعد تفنيطها في الشارع، وانتقاء القمامة ذات الرائحة الأفضل، وترك الباقي في شوارع المحروسة!

ولكن لنكون أكثر أمانة، فإن الجزء الآخر من المشكلة هو أنا وأنت! المواطن المصري النظيف والمُرفّه الذي لا يطيق أن يتحمل القمامة في سيارته العزيزة، فيضطر –آسفًا- إلى الإلقاء بها فورًا في الشارع، بل ربما يكون هذا نوعا من أنواع الانتقام اللاشعوري من الشركة الفرنسية والحكومة، ومحاولة منه لأخذ حقه من الثمانية جنيهات التي يدفعها -رغمًا عنه!- في فاتورة الكهرباء المتواضعة الشهرية.

مش عيب والنبي؟!

وهل يعقل أن نجد شخصًا يركب عربة فارهة أو حتى متوسطة ويقوم بإلقاء علبة السجائر أو بواقي طعامه أو أي شي آخر في الشارع في أثناء مروره به! وفي نفس اللحظة يشتكي -بكل بجاحة- من القمامة المتناثرة في الشارع في كل مكان من حوله!

فهل يرمي قمامته في حجرة نومه أو شقته على الأرض هكذا؟ فإذا كان يقوم بهذا فعداه العيب، ولا أحد يستطيع لومه، فهو رجل غير نظيف بطبعه، ولكن إذا كان مهتما بنظافة منزله، فالأولى به أن يهتم بنظافة الشارع الذي يقضي فيه وقتا قد يكون أطول من الوقت الذي يقضيه في المنزل!

وهل هو أمر صعب لهذه الدرجة على أي مالك سيارة أن يشتري صندوق قمامة صغيرا ويضعه في سيارته الكريمة، أو حتى كيسا صغيرا يرمي فيه القمامة، ثم يقوم بتفريغ هذا الصندوق أو الكيس في أي صندوق قمامة كبير في الشارع أو حتى في صندوق القمامة بمنزله..هل هذا صعب؟

إذا كنا لم نتعود على عدم إلقاء القمامة في الشارع منذ الصغر -مع أن هذا ليس عذرًا!– فعلى الأقل نحن بحاجة إلى أن نعلّم أبناءنا هذا السلوك البديهي، حتى لا نبقى إلي الأبد محاطين بالزبالة – عفواً بالقمامة.

مع الاعتذار إلي الأستاذ حمدي قنديل !!