إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 10 أكتوبر 2011

لمّ الزبالة دي يا ابني!

بالنسبة للمبادرة العالمية المصرية اللولبية الي موجودة على الفيس بوك لجمع الزبالة من الشوارع، بالطبع مش عشان نرميها في مقلب الزبالة والعياذ بالله، لا دي عشان نجمعها بالصلاة على النبي كده ونرميها قصاد الحي، قال يعني عشان نقول لهم كده عيب يا رجالة، لموا زبالتنا أول بأول والنبي!
هذه المبادرة التي لا تخرج إلا من مواطن مصري أصيل، يفهم جيدا معنى وقيمة الزبالة! 

يعني فكرتوا فكرتوا وطلعتوا بالحل العبقري ده، طب جبتوه منين بالذمة؟!

وبهذه المناسبة الجليلة، أحب أنوه وأنبه لخبر لطيف قوي،لا مؤاخذة يعني صناديق الزبالة الموجودة في الشوارع لأسف مش معمولة عشان نرمي فيها زبالة بيوتنا، الخبر اللطيف إن الصناديق دي معمولة عشان نرمي فيها الزبالة بتاعتنا وإحنا ماشيين في الشارع يا سيدي، يعني علبة مناديل ولا كيس شيبسي ولا علبة سجاير، بدل ما إحنا بنطوحها كد من شباك العربية أو بنرميها في الشارع وإحنا ماشيين، رغم إنها بتبقى والله قدامنا، بس نعمل إيه بقى اتعمينا في عنينا!

والخبر الألطف بقي إن الحي ييلم الزبالة من الصناديق دي مرتين في اليوم، مرة الصبح بدري، ومرة تانية في آخر اليوم، والمعلومة دي أنا فضلت متابعاها أكتر من شهر من ساعة ما قرأت عن فكرة رمي الزبالة قصاد الحي!

والجميل بقى إن مع متابعتي لهذه العملية اليومية، وجدت إن في كل مرة يقوم الحي بجمع القمامة وكنس الشارع بعدها، لأن طبعا البهوات اللي بيرموا الزبالة أو -بيطوحوها تحديدا- بيفرشوا المنطقة كلها بزبالتهم، ولذلك يجب كنس المنطقة المجاورة للصندوق! وإن في خلال ساعات يبدأ المواطن المصري الجميل في رمي المزيد من القمامة في سرعة مبهرة، كما لو كان في سباق لرمي زبالته قبل الجيران، والألطف بقى إن الزبالة كلها بتكون زبالة البيت، وليس كيس الشيبسي اللي في إيده، أهو توفير للخمسة جنيه اللي بياخدها الزبال من لم الزبالة من البيوت!

ولو فرضنا إن العملية دي مش بتحصل في كل المناطق زي ما الأخ الفلوط اللي بيقرأ الكلام ده ما هيقول دلوقتي، ماشي موافقة بس المناطق اللي بيحصل فيها كده، إيه حجتهم بقى إن شاء الله كده؟؟؟

الزبالة يا إخوانا فينا، في دمنا، ضمن ثقافتنا اللي تعلمناها علي مر السنين، رمي الزبالة في الشوارع سمة من سمات المواطن المصري، سمة متأصلة، نتعلمها ونعلمها لأولادنا عندما نمارسها كل يوم في الشارع!

ولم نعد نكتفي الآن برمي زبالتنا اليومية في الطريق، بل تخطينا هذا الأمر وأصبحنا نقوم الآن بحمل زبالة بيوتنا على قلبنا، والنزول بها للشارع بكل فخر ورميها بجانب أقرب صندوق زبالة يقابلنا

وبكل بجاحة زعلانين من الحي وبنلومه إنه مش بيجي كل ساعة يلم زبالتنا!
إزاي صحيح يعملوا كده ولاد التيت دول؟!!

مشكلتنا مش في الحي يا مصريين يا مثقفين، يا بتوع الفيس بوك وأصحاب الفكرة الخزعبلية دي، مشكلتنا فينا إحنا، مشكلتنا إننا مش شايفين مشكلتنا، أو مش عايزين نشوفها، وبدل ما نحاول نحل المشكلة، بنعلقها على الحي الي دايما عايزين نشوفه انه فاسد ضمن منظومة فساد أكبر، وننادي جميعا بكل فخر ونقول، لم يا ابني الزبالة وجمعها قصاد الحي التيت ابن التيت ده!

مافيش فايده !