إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 27 فبراير 2011

مين فينا حرامي!

سؤال يحيرني دائمًا، هل الشخص اللي مش حرامي، هو شخص أمين ومحترم بطبعه، ولا هو مش حرامي عشان ما عندوش فرصة يبقي حرامي؟!

وهل الشخص المحترم، اختار أن يكون محترما، أم أنه لا يملك خيارات أخرى؟!

كنت أتناقش مع صديق – كاتب - يشكو لي من أن كاتبا مشهورا قد سرق فكرة رواية له، وقال إن هذا الكاتب الكبير يأخذ ملايين من كتاباته، رغم أنها لا تستحق، وسألته: إذا جاءك مخرج وطلب شراء قصة بملايين وأنت تعلم جيدا أنها لا تستحق ذلك، فهل سترفض؟ وكانت الإجابة وقبل أن يجيب: بالطبع سوف أقبل!

وتذكرت صديقا آخر حكى لي قصة منذ فترة طويلة، عن سائق تاكسي كان يلعن الحرامية الذين يسرقون أموال البنوك، ويهربون بها للخارج، وسأله صديقي: إذا وضعت أمامك مليون جنيه، ماذا ستفعل؟ فقال السائق بالحرف: ههبشهم وأجري!

ورغم طرافة الموقف، فإنه يحمل معاني كثيرة، ويطرح أسئلة أكثر: هل ولد الحرامي ليكون حراميا؟ أم أن الظروف والفرصة سمحت له بذلك؟! وهل الشخص الشريف، شريف بطبعه، أم أنه قط في انتظار الفرصة المناسبة؟!!

والموقف الذي أدهشني حقاً في هذه الأيام، هو الوزير السابق رشيد محمد رشيد، الذي كنت أدافع عنه شخصيًا، عندما أعلن النائب العام تجميد أمواله والتحقيق معه، لأن هذا الرجل كان رجل أعمال ناجحا وثريا جداَ قبل الوزارة، وكنت حتى مندهشة عندما قبل الوزارة، وهو بالفعل لا يحتاج على الإطلاق للاستيلاء على المال العام، (إذا فرضنا جدلا أن الذي يسرق هو شخص يحتاج للمال)، ثم فوجئت بأنه متهم بإهدار مليارات من الجنيهات – بغض النظر عن عدم انتهاء التحقيقات معه!

إذن: هل الفرصة التي كانت متاحة لهذا الرجل وغيره، هي التي فرضت عليهم أن يصبحوا لصوصا؟ هل هو المال "السايب" كما يقال في المثل الشعبي (المال السايب يعلم السرقة)، ومبدأ هي جت عليا ما الكل بيسرق؟!

إذ كان كذلك، فما الذي يضمن لنا ألا يجيء شخص آخر، كان محترما وشريفا، ليسرقنا هو الآخر؟!

وعن نفسي، فأنا لا أعلم هل هناك شخص شريف، يمكنه أن يظل شريفا مع السلطة والمال، أم أن كل من يدخل هذه اللعبة يلوث بالمال الحرام!

إذا كان الرئيس والوزراء الفاسدون كلهم لصوص - كما أتضح لنا الآن- فماذا كانوا يحتاجون أكثر مما كان لديهم بالفعل؟!

وهل فكر أحدهم أين وكيف ومتي سوف ينفق كل هذه الأموال؟

وهل فكر أحدهم أن هذه الأموال حرام؟!

وهل فكر أحدهم يوما واحدا في أي فرد في هذا البلد ، وكيف لا يجد قوت يومه بكل ما تحمله الكلمة من معنى؟

هل فكر سيادة الرئيس في أي شخص مريض بالسرطان مثل مرضه الذي بالطبع يعاني منه هو و زوجته بشدة (ربنا يشفي كل مريض)؟

هل فكر لحظة كم عدد مرضى السرطان في هذا البلد المنهوب؟
 وكم مريض منهم ليس لديه من المال ما يكفي لعمل جلسة علاجية، أو لا يملك ثمن حقنة علاج أو حتى مسكنات لتحمل هذا المرض اللعين؟

إذا كان الوزراء الفاسدون لم يعانوا من الفقر لكي يشعروا بجوع وفقر الكثير من المصريين، فمرض الرئيس كاف جدا حتى يشعر بآلام آلاف المرضي!

هل فكر الرئيس لحظة واحدة في مستشفى سرطان الأطفال الذي يشحت عليه المصريون جميعا منذ أكثر من عشر سنوات، وكيف أنه كان واجبا عليه أن يتكفل ببناء هذا المستشفى على نفقته، بل وعشرات غيره؟!

فأي بشر هؤلاء الذين كانوا يتحكمون في مصير المصريين؟!!! وبعد كل الذي نصدم به يوميًا من أموال مسروقة وآثار مسروقة ودماء مسروقة، لم أعد أثق في أي شخص على الإطلاق، يقبل أن يدخل نفسه في هذه الفتنة، ولا أعرف هل سيظل الشريف شريفا للأبد، أم أن الشريف سيصبح "صفوت الشريف" في النهاية!

هناك 3 تعليقات:

  1. مبروك المدونة يا فندم، وأهلا بك في عالم التدوين، المقال -بصرف النظر عن بعض التلقيحات- قوي كالعادة، وبيطرح موضوع قديم كنت بناقشة مع اصدقائي أيام الشباب لما كنا في ثانوي، هو الواحد مش بيغلط عشان هو محترم ولا لمجرد إن الفرصة ماجاتلوش؟!ولكن التجربة تثبت أن الأكثرية لا يخافون من الخطيئة نفسها، وإنما من آثارها، فإذا ضمن الخروج بلا خسائر، سوف يفعل كل ما يدعي أمام الناس أنه لا يمكن أن بفكر فيه!

    ردحذف
  2. good one ya hannod.. ana shayfa enno el solta law talet fatretha zeyada ma3 el feloos along with the corrupted atmosphere all these factors together creates a corrupted person tab3an.and i think enno kol wa7ed byesra2 beyla2y le nafso mobarrer 7ata law mesh me7tag we 3omro ma beyfakkar elly bye3melo da ser2a wala la2 wel feloos dy 7aram walla 7alal

    ردحذف
  3. gamda awee ya hend

    ردحذف