إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 21 مارس 2011

لا مرحبا بالتعليم المجاني!

لا مرحبا بالتعليم المجاني!

أعتقد أن بداية قصة التعليم المجاني الحقيقية، قد بدأت في عهد الرئيس عبد الناصر، ضمن محاولاته الكثيرة لفرض فكرة الاشتراكية الفاشلة، من وجهة نظري!

ومنذ ذلك الوقت، وقد أخذت فكرة التعليم بالمجان منعطفا أخر مغايرا للتطبيق الصحيح للتعليم المجاني!

ومن وجهة نظري فإن التعليم المجاني هو التعليم الإلزامي أو الابتدائي كما يطلق عليه، أما التعليم الثانوي العام و الجامعي فلا يجب أن يكون مجانيا على الإطلاق.

فنحن الآن نجد ملايين الشباب الجامعي يعملون في أي شيء غير الشهادة الجامعية، ليس لأن هناك بطالة فحسب، ولكن لأن هناك بطالة نوعية. والفرق بين البطالة العادية والنوعية، أن هذه الملايين التي تتخرج قي الجامعات المصرية سنوياً، أكثر من نصفها لا يفقه شيئا على الإطلاق، بل وليسوا مؤهلين للعمل بهذه الشهادة في الأساس، لذلك يضطرون للعمل في مختلف الأعمال، مثل الأمن الخاص، والمحال التجارية و غيرها من هذه الوظائف التي بالقطع هي أعمال محترمة و مهمة جداً، ولكن السؤال هنا، لماذا مايزال هؤلاء مصرّين على التعليم الجامعي حتى الآن؟

هل لأنها بلد شهادات كما وصفها عادل إمام منذ أكثر من أربعين عاماً، وهل مازلنا بلد شهادات أصلا؟!

نعم، نحن ما زلنا ننظر للشخص الحاصل على تعليم متوسط أو تجاري أو صناعي على أنه قليل المستوى، رغم أننا في أمسّ الحاجة إلي هؤلاء الصناع والحرفيين قبل الشباب الجامعي، أو على الأقل بنفس درجة الاحتياج، ولأن فرص عملهم سوف تكون أفضل ألف مرة من فرص عمل الحاصلين على شهادة جامعية لا معني لها، لأنهم بالفعل لم يكونوا مؤهلين لمثل هذا النوع من التعليم!

إذن..فمن يستحق التعليم الجامعي، هل هم الأغنياء فقط؟

بالطبع لا، بالرغم من أنني أرى أن التعليم الجامعي يجب أن يكون مدفوعا، ومرتفع التكاليف أيضا، حتى يستطيع الطالب الحصول على مستوى تعليم جيد وحقيقي ومواكب للعصر والتكنولوجيا وسوق العمل، ولكنني أرى أن التعليم الجامعي المجاني يجب أن يتوفر لغير القادرين شريطة التفوق.

ولنضع تحت كلمة التفوق هذه ألف خط، فالطالب المتفوق على حق والذي يسعى إلى التعليم الجامعي لأنه على يقين تام من أنه سوف يضيف الكثير للمجتمع بهذا العلم والشهاده التي يحصل عليها، ونصبح على يقين من أنه إذا خرج إلى سوق العمل، سوف يضيف الكثير وينجح فيما يسعي إليه.

هذا النموذج هو فقط من يستحق الحصول على أفضل مستوى من التعليم الجامعي المجاني، أما من يدخل الجامعة فقط لكي يكون حاصلا على شهادة عالية بين أهله وجيرانه، فهو فقط يحصل على حق غيره في التعليم، ولا ينفع نفسه ولا المجتمع، ولا يحتاج إليه سوق العمل، بل يخلق المزيد من البطالة النوعية، والمزيد من الإحباط نتيجة عمله في أعمال يعتقد خطأ أنها أقل مما يستحقه، وأقل من شهادته الجامعية، وأن المجتمع ظلمه، بالرغم من أنه هو الذي ظلم نفسه!!

نحن بحاجة إلى أن نعرف ونتعلم أن المجتمع الناضج والمتقدّم، لن يتقدم إلا مع وجود الصناعة إلى جوار التكنولوجيا، وأننا بحاجة إلي الصناع والحرفيين و المهرة بقدر حاجتنا إلي خريجي التعليم الجامعي، التعليم الحقيقي وليس المستوى الرديء الذي يفرزه التعليم المجاني الحالي!

إذا فرضنا أن نحو 100 ألف طالب ينضمون إلى الجامعات الحكومية سنويًا، وأن أقل من نصف هذا العدد فقط قادر على التحصيل وتنمية نفسه في الجامعة وبعد الجامعة، فسوف نضمن أن لدينا 50 ألف طالب ناجح وقادر على المنافسة في سوق العمل، لأن مستوى التعليم سيكون أفضل بكثير، وفرص التحصيل والتطبيق العملي بجانب النظري سوف تكون أكبر، وبالتالي يستطيع المنافسة بقوة أكبر وتتم الاستفادة منه.

أما الـ50 ألف الآخرون فإذا اقتنعوا أن اتجاههم للمهن الحرفية والصناعية سوف يتيح لهم فرص أكبر للمنافسة في المجال الذي يستطيعون المنافسة فيه، وبالتالي خلق فرص أفضل لهم ومستوى معيشة أكثر تميزا، فسوف يأخذون هذه الخطوة، فجميع مصانع مصر تحتاجهم بشدة، وهو ما سوف يحقق استفادة أكبر من شباب مصر، في ظل احتياجنا المتزايد للأيدي العاملة والمنتجة.

أنا أعتقد أن مصر اليوم وخاصة بعد الثورة المجيدة، تحتاج إلى تشييد المزيد من المصانع، وإعادة بناء الفكر الصناعي الذي افتقدناه كثيرا بعد ثورة التأميمات التي لم تخلف إلا نقصا في العمالة والعمال، بالإضافة للأعداد الهائلة من الموظفين الحكوميين الذين لا يفعلون شيئا تقريبا إلا مزيدا من البيروقراطية والتعقيد، وتعويد الشباب على التطلع الذي لا معنى له لتعليم جامعي قد لا يكونون في حاجة إليه على الإطلاق.

وهو في النهاية مجرد رأي.

هناك تعليق واحد:

  1. اسلوب وفكره حلوه كتير ....اسمحيلى اضيف عليها ...زمان من قبل الملك والمماليك ...كان التعليم حلم جميل حلم بعيد مبيطلوش الا ابن الغنى والبيه ...جه ناصر وخلاه لكل عنى وفقير خلاه.... للفلاح قبل ولاد الايه...اداه ...لكن الطبع غلاب والسر سرداب ...العقده مع انها مبقتش عقده ...لكن بتتقل لكل الاجيال من الاجيال ...تعليم عالى وبهويه ...ومش مهم اى كليه ...المهم تبقى شهاده عاليه ومن اى كليه ...وياريت تبقى مع العالم العلويه ...طب وصيدله وهنسه حتى لو ملهوش نيه ..بالزمه دى تبقى حريه ...دى عبوديه متاصله فينا من ايام الخدويه ...المصرى مش كدا يا ولاد الجنيه ...بس هتقولى ايه شعب مملوك بيحب البهويه

    ردحذف