إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 أبريل 2012


مصر ترجع إلى الوراء

هل جاء اليوم الذي يندم فيه كل من شارك في الثورة أو أيّدها أو فقد عزيزا فيها؟!

هل عشنا 14 يوما في رعب من النزول في الشارع، وأكثر من سنة بلا أمن على الإطلاق، ليجيء الإسلاميون فينتشلوننا من هذا الرعب المؤقت، ليفرضوا علينا رعبا أكبر بالبقاء في البيوت للأبد؟!

هل استمعنا بكل مشاعرنا لأغنية منير (وحياتك لفضل أغيّر فيكي لحد ما ترضي عليه) ليجيء هؤلاء العابثون ببلادنا ويغيروا كل ما فيها، وكل ما يمثّل شخصيتنا المصرية، فيحولوننا إلى نسخة مشوّهة من شبه الجزيرة؟

هل جاء اليوم الذي نسأل فيه أنفسنا لماذا قمنا بالثورة؟

هل تخلصنا من نظام مبارك، لندخل في عصر بلا نظام، ومحاولات مضللة لتطبيق شريعة سمحاء بريئة من أفعال من ينادون بها؟

إلى كل من انتخب الإخوان أو حزب النور: هل كنت تنتظر من انتخابهم مناقشة قضية مضاجعة الزوج للزوجة بعد موتها بـ6 ساعات؟!

أم كنت تنتظر في لهفة إلغاء قانون الخلع الذي أقرّه الأزهر الشريف!

هل كنا في حاجة إلى قانون لفصل السيدات عن الرجال في العمل والجامعة والمدرسة؟ أما كنا في حاجة للتوقف عن الضحك وحبس واحد ممن أضحك المصريين من القلب واتهامه بازدراء الأديان؟ لنقف صفا في انتظار فرج فودة جديد؟

هل نحن في حاجة -بعد الثورة- إلى من يعلّم المصريين دينهم؟ أو من يحاول تنحية الأقباط جانباً قبل أن يأتي اليوم اذلي نطردهم فيه نهائياً من مصر؟

هل نرى في إيران وأفغانستان والسعودية نماذج مثالية، نتمنى أن نعيشها في بلادنا، ولهذا قمنا بالثورة؟ هل نسعى لحبس النساء في المنازل لنخفف عن الرجل عبء إلقاء النظرات وعدم غضّ البصر؟
إلى كل من لم يكن إخوانيا ولا سلفيا ومع ذلك اختارهم في الانتخابات، بحجة انهم بتوع ربنا، وخلينا نجربهم، وإحنا خسرانين ايه! هل علمتهم حجم خسارتنا الآن؟

هل ناقش نائبك المحترم (بتاع ربنا) قضية مهمة من قضايا الوطن التي لا تُعد ولا تُحصي؟ هل ناقش أحد النواب الإسلاميين قضية محاكمة رموز  النظام الفاسد الذين يعيشون منذ أكثر من عام الآن بين مستشفيات 5 نجوم وسجون بها كل وسائل الراحة، وفى انتظار عمليات تعطيل لا نهاية لها، حتى يأتي أمر الله؟!


هل ناقش أحد النواب المتأسلمين قانون التحرش، بدلا من مناقشة قانون حماية المتحرش..أو قضية انهيار المنظومة التعليمية كاملة، بدلا من مناقشة إلغاء تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس (لغة الاعداء الكفرة)؟!

هل ناقش أحدهم مشكلة السياحة المتعثرة التي خربت بيوت ملايين المصريين في قطاع السياحة والتجارة والفنادق والطيران وحتى العمالة اليومية، منذ أكثر من عام و نصف وحتى الآن؟!

هل فكّرت إحدى النائبات المحترمات -باعتبارها أمّا وبتحس- أن تناقش مشكلة أطفال الشوارع والمشردين وقضية تكاثرهم بشكل مخيف، حتي اصبحت المشكلة هي مشكلة عائلات الشوارع وليس اطفال الشوارع والتي تعتبر قنبلة موقوتة في مصر، لا أحد يعلم  متى تنفجر، بدلا من اتهام ثائري التحرير بتعاطي الترامادول؟!
لا للأسف، لم يقم أي من هؤلاء بمناقشة أي قضية مهمة من قضايا الوطن الكثيرة، ولا أي قضية أخرى عليها القيمة!!

لا مشكلة بنزين يختفي كل أسبوعين، ولا ارتفاع تكاليف المعيشة لأكثر من الضعف في أقل من سنة، ولا غياب الأمن، ولا ارتفاع البطالة، ولا جلد أولادنا في البلاد العربية، ولا هروب الفاسدين خارج البلاد، ولا محاولة استعادة أموالنا المهربة إلى الخارج، ولا محاسبة المتسببين في قتل الثوار، ولا غيرها من القضايا المصيرية التي تحتاج مجلدات لسردها في مصر!

حتى القضايا المهمة التي ناقشوها، لم يتجرأ أحدهم على الاقتراب منها  إلا عندما وجدوا أنفسهم معرّضين للضرر منها، مثل المادة 28 التي حشدوا الناس ليلا ونهارا في مساجدهم وشوارعهم للتصويت بنعم للدستور و كفروا من قال "لا"!

ثم لم يلبثوا بعد أن قالوا "نعم" أن خرجوا عليها عندما تعارضت مع مصالحهم وشعروا بالتهديد! وحتى عندما حاولوا الخروج على حكومة الجنزوري، كان عندما وقف المجلس العسكري ضدهم فقط، أو عندما اختلفوا معه على ابتلاع مصر!

وعندما أُصدرت شروط الترشح غير الطبيعية للرئاسة، ومن ضمنها شرط الزوجة والأبوين غير الحاملين لأي جنسية غير مصرية، لم يحاول هؤلاء الكاذبون الاعتراض عليها، رغم أنها لا معنى لها، ظناً منهم أنها ستمنع زويل من الترشح، وهو من الشخصيات التي يتفق كل المصريين عليها، ولذلك صمتوا وفرحوا بها، لكن لما طالتهم في شيخهم، خروجوا حشوداً رافضين المادة والقانون الذي طالما ساندوه!

والسؤال: هل أفاق المصريون الآن أم لا؟

إلى كل من يؤمن بالحرية، بالديمقراطية  الحقيقية، بالتنمية، إلى كل من يؤمن ببقاء مصر مصرية، لا عربية ولا دولة خلافة، إلى كل من يؤمن بالإسلام الدين الحق المعتدل الذي لا يفرض على أحد أو يجبر أحدا على اعتناق ما لا يؤمن به قلبه..

إلى كل مصري حر، لا يرضى بالظلم، ولا يرضي بالشذوذ الفكرى، ولا يرضى بالإهانة ولا كبت الحريات، إلى كل مواطن حر، لا يرضى بتكفير من يختلف معه..

إلى كل من شارك في الثورة، سواء بنزوله أو بقبوله الثورة بقلبه، أو حتى بصمته!

لا تدع مصر ترجع إلى الوراء، ولا تنتظر حتى تسمع عن عمليات الاغتيال تلاحقنا من جديد، وإلا سوف يكون من حقنا  جميعاً الكفر بالثورة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق