إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 9 أبريل 2012

أخوان كاذبون


سألني أحد الزملاء اليوم: إنتي قارشة ملحة الإخوان زيادة كده ليه؟

قلت له لأ مش الإخوان، أنا قارشة ملحة كل "المتأسلمين"، بمختلف أسمائهم وتسمياتهم، فكلهم كاذبون، قال لي: بس ماتعمميش، مش كلهم.. سكت وقلت عندك حق، مش كلهم، وبعد قليل من التفكير، قلت لنفسي، لأ كلهم!

لنستعد بعض الذكريات على المدى القصير جداً، ابتداء من الثورة المجيدة، عندما قال الإخوان، لن نشارك في الثورة، وبعد يومين من انطلاقها، ورؤية احتمال نجاحها من حجم المشاركين فيها، قرروا المشاركة فوراُ، ورجعوا وقالوا خلاص هنشارك.. كاذبون!

وبعد التنحي، طلع مرشد الإخوان بيان أنهم شاركوا في الثورة منذ اللحظة الأولى، بل وتمادوا في البجاحة وقالوا إنهم أعدّوا لهذا الثورة من 2004 كما جاء على لسان مرشدهم بعد الثورة، رغم أنه هو نفسه من قام في 2005 بإعلان تأييد الإخوان لمبارك، والوقوف معه ضد أيمن نور.. كاذبون!

في نفس التوقيت، طلع علينا الكثير من المتأسلمين الأكثر تشدداً، من أمثال الشيخ حسان ويعقوب والكثير من أصحاب فتوى عدم جواز الخروج على الحاكم، وحرّموا علينا الثورة، واعتبروا الثوار شوية مشاغبين، وبعد أيام من الثورة، وقرب نجاحها، رجعوا في كلامهم وغيّروا الفتوى، وقال لك حرام الخروج على الحاكم لو كان حاكما صالحا، أما إذا كان فاسدا، فهى حلال حلال، كما لو كانوا في حالة تحقيق ودراسة ليعرفوا أن مبارك وأعوانه طلعوا حكام ظالمين، ويجوز الآن الخروج عليهم، وزادت البجاحة عندما أعلنوا جميعاً أنهم كانوا مع الثورة منذ اليوم الأول..كاذبون!

ولما بدأت معركة الدستور، احتشد الإسلاميون صفا واحدا، على كلمة نعم للدستور، وكفّروا كل من يقول لا، واتهمونا بالكفر أحياناً، وبالفساد والعمالة أحياناً أخرى.. كاذبون!

ولما ثار بعض الثوار على المجلس العسكري، اتهموهم بالعمالة والخيانة، وأظهروا تأييدهم وحبهم الجامح للمجلس العسكري، وكانوا صفا واحداً مع العسكر وحكومة الجنزوري..كاذبون!

وعندما بدأت معركة انتخابات البرلمان، صرّح الإخوان أنهم لا يسعون لأكثر من 30% من التمثيل في البرلمان، وخاضوا بعد ذلك معارك ضارية للحصول على الأغلبية في مجلس الشعب..كاذبون!          

وعندما بدأت معركة اللجان الفرعية بمجلس الشعب، تقاتلوا على الحصول على أغلبيتها، رغم أنهم أكدوا في البداية –كالعادة!- ـانهم لا يسعون للمغالبة ولكن المشاركة..كاذبون!

وعندما بدأت معركة الدستور، وقاتلوا مرة أخرى للسيطرة على أغلبية الأغلبية خارج وداخل البرلمان، وحاربوا كل من يهاجم أغلبيتهم في الدستور، وبدأوا اللعب على عجلة الإنتاج والغلابة وتدهور الاقتصاد، في محاولة لقلب الشعب البسيط على المنسحبين من الدستور، كما لو كانوا هم أعداء الوطن والاستقرار، وهم من يقومون بعرقلة الانتهاء من الدستور، أما الإخوان المحبون للوطن، لا ينامون ليلا ولا نهارا من أجل إتمام عملية الانتقال السلمي لهم..كاذبون!

ولما انتهي شهر العسل بينهم وبين المجلس العسكري، بسبب معركة الدستور، اتهموا العسكر بالخيانة وانقلبوا عليه وعلى الجنزوري، وحاولوا إسقاط الحكومة، واتهام من يقف في صف العسكر والحكومة بالخيانة والعمالة... كاذبون!

وقام النائب السلفي المحترم بعملية التجميل التي طالما حاربوا وكفروا كل من يقوم بها من الفنانات، بدعوى أنها تغيير في خلق الله، ثم قام النائب المتأسلم بعملية التجميل التي أحلها الآن بكل بساطة، ولم يكتف بهذا، بل ادّعى كذباً على البلطجية الشرفاء أنهم اعترضوا طريقه وسرقوه، للتعتيم على العملية التي قام بها في الخفاء، وعندما فضحه الطبيب، وقال إنه كاذب وقام بعملية تجميل في أنفه في نفس توقيت ادعائه بالسرقة، كذبه وقال لم يحدث، وزاد إصراره على الكذب، حتى افتضح أمره، وأثبتت النيابة كذبه، طلع علينا بدموع التماسيح وقال لك غلطة واغفروا لي..كاذبون!

وعندما اتهم المبجل مصطفى بكري البرادعي بالعمالة دون أي أدلة، ولم يأخذ ضده أي إجراء قانوني فى مجلسهم الموقر، قام المتأسلمون في المجلس بالتصفيق له، على الشرف العظيم الذي ناله بطعن شخصية يقف العالم لها احتراماً وتقديراً ونحن نطعن في شرفه ووطنيته بمنتهى البساطة وكله بما لا يخالف شرع الله..كاذبون!

وعندما قام نائب متأسلم آخر بالادعاء كذباً، أن الثوار يتعاطون الترمادول والمخدرات وفعل الفاحشة في خيام ميدان التحرير، بدون أي دليل على رمي المحصنات، صفق له المتأسلمون أصدقاؤه، ولم يحاسبه أحد فى المجلس الإسلامي على ذالك..كاذبون!

ولما صرح بعض الأشخاص بأن صاحب أشهر واكبر عدد من البوسترات، والدته تحمل الجنسية الأمريكية، طلع علينا بثلاثة فيديوهات، كلها لوم وعتاب وتكذيب لهذا الخبر المفتري عليه فيه، وقال مرة إن هذا الخبر لا أساس له من الصحة تماماً، ثم رجع وحكى حكاية طويلة في فيدو آخر عن أخته التي سافرت مع زوجها ووالدته التي كانت تسافر لها، وحصلت على الجرين كارد فقط، ثم رجع في فيديو آخر وقال إنه اكتشف فجأة أن والدته تحمل الباسبور الأمريكي قبل وفاتها بأيام، وهو لا يعلم بهذا الأمر على الإطلاق، ثم فوجئنا بمعلومات أن والدته التي فقط تحمل الجرين كارد، لها حق التصويت في الانتخابات الرئاسية فى أمريكا!
واتصل أحد اقاربه ببرنامج وائل الإبراشي أمس واتهم صاحب البوسترات بالكذب وقال إنه مرمغ شرف العائلة في الطين (على حد قوله) وإن والدته تحمل الجنسية الأمريكية، كل هذا الكلام، وشيخنا يصرّ على الكذب، ويطلع كل يوم بتصريحات مختلفة ومتناقضة، ويتحدى أي شخص يأتي بورقة واحدة تثبت ما ينكره، ولا أحد يعلم أين الحقيقة حتى الآن..كاذبون!

وعندما أكد الإخوان ألف مرة ومرة أنهم لن يرشحوا أحدا منهم لمنصب الرئاسة، وأنهم يبحثون عن رئيس توافقي، وفجأة طلعوا علينا بالأخ الشاطر الذي لم يكن ينتوي الترشح هو الآخر، لكن أمر الله بقى (أقصد أمر الجماعة).. كاذبون!

وبعد أن استولوا على أغلبية البرلمان، ولجان مجلس الشعب، ورئاسة الدستور، والأعضاء المؤسسين للدستور، والترشح للرئاسة (يعني استولوا على البلد كلها) لا يزالون يعلنوا أنهم لا يسعون إلى الأغلبية على الإطلاق، ولا يسعون إلى سلطة، ويرفعون راية، مشاركة وليس مغالبة..كاذبون!

وأخيرا، تذكرت أغنية الجميلة نجاة، لا لا تكذبي، إني رأيتكما معاً، فدعوا بكاء التماسيح واعترفوا انكم كاذبون!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق