إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 14 مايو 2011

بيت العيلة..من غير عيلة!

يطلق لفظ العيلة على مجموعة من الناس الذين ينتمون إلى شجرة عائلة واحدة ولقب واحد، مترابطين ومتجانسين، وحتى عندما يقع بينهم شقاق أو خلاف أو أي شيء آخر، فإن لقب عائلتهم دائما ما يبقى يظللهم ويجمع بينهم .

العلاقة بين هذه التعريف وتعريف "بيت العيلة" الذي أطلقه شيخ الأزهر على مبادرته، أو حملته لجمع قطبي الأمة المصرية -مسلمين وأقباط- لبدء صفحة جديدة ناصعة البياض، علاقة غير مفهومة بالنسبة لي، ناهيك أنها صادرة من طرف علاقته بالقضية غير مفهومة أصلا!!

ومن ناحية أخرى، فإن غضب بعض الأقباط من موقف البابا شنودة الرافض للتعليق على أحداث إمبابة، هو أيضا غير مفهوم!

إن ما يحاول إظهاره رموز الدين من الجانب القبطي والمسلم في مصر منذ سنوات طويلة، من حب ومودة وعلاقة وطيدة، و مائدة الإفطار الوطني في رمضان، والمصافحة والقبلات المتبادلة من كل من الطرفين في وسائل الإعلام، ما هي إلا صور ثابتة باردة لا تسمن ولا تغني من جوع!!

إن العلاقة بين المسلمين والأقباط -في رأيي- علاقة بين مصري ومصري، وعندما يختلف مصريان، يقوم باقي المصريين بالمصالحة بينهما، وإذا اعتدى مصري على مصري، يقوم القضاء المصري بالفصل بينهما، وإذا قتل مصري مصريا يقوم القضاء أيضاً بمحاسبة القاتل، وإقامة العدل في الأرض، وهذا هو القصاص الإسلامي الذي يطلبه الأقباط الآن، ولهم كل الحق.

إذن.. ما علاقة ما حدث في إمبابة أو سول أو قنا أو أي مكان آخر في مصر بشيخ الأزهر والبابا والمفتي و بيت العيلة؟!

عائلة من يا شيخنا؟! العائلة المصرية؟! وما دخل العائلة المصرية بما حدث؟

فما حدث، وقع من مجموعة من البلطجية والخارجين على القانون -أيا كان دينهم أو عقيدتهم، فهل إذا قتل مسيحي مسيحيا آخر، سنعفو عنه، لأنه مسيحي مثلا ومن نفس العيلة وحبايب؟! بالطبع ولا، ونفس الوضع مع المسلم.

فلا يجب إذا أن يتدخل شيخ الأزهر أو البابا إطلاقاً في هذا الشأن!

فأفيقوا يا رجال الدين، إن نداءكم في المساجد والكنائس، وتجمعكم، وهتافاتكم أننا نسيج واحد وأمة واحدة وعيلة واحدة لن يكون أبدا حلا للأزمة التي تمر بها بلادنا، وإذا أقسمتم آلاف المرات في اليوم الواحد أننا عيلة واحدة، فلن يؤثر ذلك على ما يجري من أحداث مؤسفة في الشارع المصري حاليا!

فالذي يحدث الآن لا يحل إلا بالقانون، فقط تطبيق القانون، إذا قامت الحكومة بمعاقبة قاطع الأذن سابقا، ورفضت مبدأ الصلح لأن هذا هو حق المجتمع، بدلا من محاولة دفن رؤوسنا في التراب، وعاقبت أيضا المسيحي قاتل أخته وعائلتها لأنها أسلمت، وعاقبت كل من قام بأعمال خارجة على القانون في أحداث قنا، ومنها قطع السكة الحديد،الذي أدى إلي صعوبة وصول الطعام والإمدادات التموينية إلي قنا وبلاد أخرى والذي يعد عمل إجرامي، لكان خير رد وخير فصل في هذا الأمر، ولكنا قد تجنبنا مهزلة إمبابة الآن.

لا يجب أن نسأل كل مجرم أو قاتل ما هو دينك قبل أن نحاسبه، القاتل يقتل، ولا علاقة بالصلح وبيت العيلة بالأمر، لذا.. عفواً فضيلة شيخ الأزهر، وعفواً البابا شنودة: تنحيا جانباً عن هذا الأمر...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق