إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 8 نوفمبر 2010

إحنا مش طايقين بعض ليه؟

نحن نتكلم كثيرًا الآن عن وجود فتنة طائفية في مصر، بين المسلمين والأقباط، والحقيقة أن هذه الفتنة ليست بين المسلمين والأقباط فقط، ولكنها موجودة بين مختلف المعتقدات والمذاهب التي نعيش عليها، بل وموجودة بين أحدنا والآخر!

وأنا أقصد بالآخر هنا كل شخص حر يحاول التفكير، ويريد أن تكون لديه القدرة على الاختيار، اختيار ثقافته وطريقة حياته..وصولا لمعتقده الديني.

نحن حقاً نعاني من قلة التسامح فيما بيننا، أنا لا أقبلك فقط لأنك غيري، لا تفكر مثلي، لا تتبع ديني، لا تتبع مذهبي، لا تتبع ملتي أو حتى لا تتبع زيي!

وهكذا نجد المسلم الذي يطلق لحيته، لا يقبل المسلم الآخر الذي لا يطلقها، والمسلمة المحجبة لا تقبل غير المحجبة، والمسلم الذي يرتدي الجلباب لا يقبل المسلم الذي يرتدي الزي العادي، والتي ترتدي الخمار لا تقبل التي ترتدي الحجاب، وتعتقد أنها أقل إيمانًا، والتي ترتدي النقاب لا تقبل الأخريات كلهن، وتعتقد أنهن متبرجات، بل ونجد النقاش حتى في لون النقاب إن كان أسود أم لا، ونجد صراعا حتى في مدى طول لحية الرجل!!

وفي الطرف الآخر، نجد اختلاف المذاهب بين الأقباط، خاصة الأرثوذكس والبروتستانت، وكل منهما لا يقبل معتقدات الطرف الآخر، وقد يعتقد أن الأخر على ضلال، وفي الناحية الأخرى هناك نفس الصراع بين مسلمي السنة ومسلمي الشيعة، دون وجود قدرة علي تقبل الفكر الأخر!

وعندما تعلن مسلمة اعتناقها للمسيحية، نجد الشعب الإسلامي كله مقلوبا رأسا على عقب، ويتناسون أن الله سبحانه وتعالى ترك لنا حرية العقيدة، حتى لو كانت الحرية عدم اعتناق أي دين علي الإطلاق ، فقد قال الله تعالي "فَمَنْ شاءَ فَلْـيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْـيَكْفُرْ" وهو نفس ما يحدث إذا أعلنت فتاة قبطية اعتناقها الإسلام!

فما هذا الذي نتصارع لأجله ؟ أين حرية العقيدة؟ وأين حرية الفكر؟

أيفضل المسلمون أن تظل إحدى الفتيات مسلمة بالاسم فقط، في حين أنها ترفض الدين من داخلها؟

وهل يقبل الأقباط بالمثل؟

وما الذي سيضيفه هذا أو ذاك إلى أي دين، إذا لم يؤمن به حقًا بقلبه، قال تعالي "قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ".

لماذا قررنا جميعًا أن نحاكم بعضنا بعضا؟ لماذا لا نترك كل شخص يختار ما يؤمن به قلبه، سواء كان خطأ أو صواب، مادام سيتحمل نتيجة خياراته في النهاية؟

ولماذا لا نجتمع جميعًا - مسلمين وأقباط- ضد ما يُؤثر علينا حقًا، لماذا لا نجتمع علي محاربة الفساد بدلا من محاربة أنفسنا؟!

فمحاربة فتاة تنصّرت، أو قبطية أسلمت، أو مسلم يلبس الجلباب، أو مسلمة غير محجّبة، لن يؤدي إلا لمزيد من الفُرقة بين الشعب المصري، ومزيد من الفوائد لهؤلاء الذين زرعوا الفتنة بيننا!

نحن حقاً في أمسّ الحاجة لتعلم تقبّل الآخر كما هو، وإدراك كيف يمكن لهذا الشخص أن يضيف إلى المجتمع بكل ما يملكه من ميزات، بعد أن نترك الدين لله وحده، ونترك كل شخص و شأنه، و نحاول أن نتعايش مع الآخر كما هو

إحنا محتاجين نطيق بعض شوية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق