إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

القمامة يا ولاد...

بعد أن شاهدتُ بعينيّ الأستاذ الكبير حمدي قنديل يحاكم أمام المحكمة بتهمة السب واستخدام لفظ "زبالة"، فأنا لا أجرؤ بالطبع على استخدام هذا اللفظ بأي شكل، حتى ولو أقسمت أنني أعني الزبالة بجد مش أي شخص!

ولكن..هناك ظاهرة حقيقية نعاني منها جميعًا، وهي بصراحة ليست جديدة علينا، فنحن ولله الحمد نعاني منها من سنوات طويلة، أعني ظاهرة القمامة في الشوارع المصرية عامة والقاهرية خاصة.
جزء من هذه المشكلة ظهر نتيجة للفكرة العبقرية اللولبية التي توصلت إليها حكومتنا الذكية، عندما قررت اللجوء لشركة فرنسية لنقل قمامة مصر المحروسة، لأن الشعب المصري "الرقيق" قرفان من ريحة القمامة ولا يستطيع تصور حملها من مكان لمكان، وبالتالي اضطرت الحكومة إلى اللجوء للفرنسيين الأعزاء لأنهم أقل ترفاً منا، ويستطيعون تحمل هذه الرائحة الكريهة بكل حب وشغف!
 
ولكن للأسف فإن الرائحة –فيما يبدو- كانت أقوى من قدرتهم على التحمل، فقرروا حمل 10% فقط من القمامة بعد تفنيطها في الشارع، وانتقاء القمامة ذات الرائحة الأفضل، وترك الباقي في شوارع المحروسة!

ولكن لنكون أكثر أمانة، فإن الجزء الآخر من المشكلة هو أنا وأنت! المواطن المصري النظيف والمُرفّه الذي لا يطيق أن يتحمل القمامة في سيارته العزيزة، فيضطر –آسفًا- إلى الإلقاء بها فورًا في الشارع، بل ربما يكون هذا نوعا من أنواع الانتقام اللاشعوري من الشركة الفرنسية والحكومة، ومحاولة منه لأخذ حقه من الثمانية جنيهات التي يدفعها -رغمًا عنه!- في فاتورة الكهرباء المتواضعة الشهرية.

مش عيب والنبي؟!

وهل يعقل أن نجد شخصًا يركب عربة فارهة أو حتى متوسطة ويقوم بإلقاء علبة السجائر أو بواقي طعامه أو أي شي آخر في الشارع في أثناء مروره به! وفي نفس اللحظة يشتكي -بكل بجاحة- من القمامة المتناثرة في الشارع في كل مكان من حوله!

فهل يرمي قمامته في حجرة نومه أو شقته على الأرض هكذا؟ فإذا كان يقوم بهذا فعداه العيب، ولا أحد يستطيع لومه، فهو رجل غير نظيف بطبعه، ولكن إذا كان مهتما بنظافة منزله، فالأولى به أن يهتم بنظافة الشارع الذي يقضي فيه وقتا قد يكون أطول من الوقت الذي يقضيه في المنزل!

وهل هو أمر صعب لهذه الدرجة على أي مالك سيارة أن يشتري صندوق قمامة صغيرا ويضعه في سيارته الكريمة، أو حتى كيسا صغيرا يرمي فيه القمامة، ثم يقوم بتفريغ هذا الصندوق أو الكيس في أي صندوق قمامة كبير في الشارع أو حتى في صندوق القمامة بمنزله..هل هذا صعب؟

إذا كنا لم نتعود على عدم إلقاء القمامة في الشارع منذ الصغر -مع أن هذا ليس عذرًا!– فعلى الأقل نحن بحاجة إلى أن نعلّم أبناءنا هذا السلوك البديهي، حتى لا نبقى إلي الأبد محاطين بالزبالة – عفواً بالقمامة.

مع الاعتذار إلي الأستاذ حمدي قنديل !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق