إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

مبروك لمصر الديمقراطية الجديدة!

تابعت برنامج مجدي الجلاد مع حازم أبو إسماعيل -مرشح رئاسة مصر للأسف- كما تابعت الكثيرين ممن على شاكلته، مثل المدعو الشحات وغيره، وقد لاحظت تركيز هؤلاء على أهم مشكلة تواجه جمهورية مصر العربية في المرحلة الحالية، وهي "الستات"!

ولا يمكنني أن أفهم على الإطلاق مدى أهمية وخطورة حجاب المرأة من عدمه لهؤلاء الشيوخ الذين اقتحموا الحياة السياسية في مصر عنوة، وبمنتهي الجهل السياسي، إلا في ضوء معاناتهم من مشكلة نفسية مع المرأة بشكل عام!! 

أيها المتأسلمين: هل سيحل الخراب علينا إذا لم تتحجب القلة القليلة الباقية من نساء مصر؟!

ألهذه الدرجة لا تؤمنون بحرية الشعوب في اختيار طريقة عيشهم وارتدائهم لملابسهم ؟!

وهل فكرتهم في غير المسلمين الذين يشاركوننا العيش في هذا الوطن؟!

ثم ما هي الفائدة العظمى التي ستعود على الإسلام إن تحجبت امرأة؟!

وما الفائدة التي قد تعود علينا كشعب، إذا تحجبت امراة وهى غير مقتنعة بهذه الخطوة وغير راضية عنها؟!

وهل يُرضي الله سبحانه وتعالى أن يؤدي فرد مسلم صلاته دون أن يشعر بها؟!

ألم يطلب الله تعالى منا في الصلاة الخشوع؟ وما معني الخشوع؟ أليست هي الحالة التي يجب أن يصل إليها المُصلي في صلاته حتى تكون خالصة لله تعالي؟

فكيف يا شيوخ الإسلام أخشع في صلاة قد أُجبرت عليها -تماما مثل الحجاب- كيف أشعر أنني ضحيت بقدر من حريتي لله تعالي وقد أجبرت على ذلك؟ هل هذا هو الإسلام؟ هل هذا هو الخشوع؟ هل هذا ما يريده الله منا؟

إن الله تعالى غنيٌ عنا جميعًا، وغنيٌ عن كل مسلم لا يطيعه بقناعة ورضا تامين، دون أي إجبار أو ضغط عليه.
قال الله تعالي في كتابه العزيز "فذكّر إنما أنت مُذكّر لست عليهم بمسيطر". 
فالله سبحانه وتعالى يقول للرسول "ذكّر" و لا "تسيطر" وأنتم تسيطرون؟ فهل أنتم أفضل من الرسول صلى الله عليه وسلم؟!

وبعد يوم واحد من نجاحه في انتخابات البرلمان، طلع علينا الشحات بفتوى جديدة ورأي عبقري عظيم، حيث يرى أن أدب نجيب محفوظ يحض على الرذيلة والفُجر والدعارة !!

وأنا أراهن أن الأخ الشحات لم يقرأ رواية واحدة للأديب العظيم من قبل، وإذا كان قد قرأ فلا أعتقد أنه فهم أي سطر منها، لأنه لو كان قد فهم، لكان مستحيلا بالنسبة له أن يتفوه بمثل هذه التفاهات!! 

وهو نفسه الشحات الذي وصف الديمقراطية بالكفر -الديمقراطية التي بلتنا به هو وأمثاله من مدّعي التأسلم- الشحات الذي صرّح من قبل لمن يجد تحت بيته أثرا من أثار مصر القديمة، أن يأخذه لنفسه حلالا بلالا، بشرط أن يطمس ملامحه، لأن الآثار أصنام محرمة!!

..ألا يرى الشحات وأبو إسماعيل في مصر شيئا أكثر أهمية يشغلون بالهم به غير ملابس الناسء وإباحة سرقة الآثار
أم أنهم لا يملكون من الفكر، ما هو أعمق وأهم من هذا؟

تماماً كما قام العبقري الآخر، أبو إسماعيل بقدح زناد فكره، وتفسير كلمة 
pepsi على أنها اختصار لجملة "pay every penny to save Israel"!


وبدل أن يخرج لنا هؤلاء العباقرة برنامجا منظما، يشرحون فيه كيفية النهوض بمصر، وكيف سنقضي على الفقر والبطالة، وكيف سنقوّي اقتصاد البلد، وكيف ننهض بالتعليم، وكيف نقضي على الجهل، وكيف ننشط السياحة، فإنهم يشغلون أنفسهم بحجاب النساء وخطط سرقة الآثار وتغطية التماثيل في الشوارع ومعاني أسماء المياه الغازية!
فيا له من مستقبل مبهر ينتظر مصر والمصريين!

ومبروك لكل من صوّت للشحات، وسوف يصوّت لإسماعيل، وها هي الفرصة قد جاءتكم لتتجهوا فورا للمناطق الأثرية في مصر، وتنهبوها، فهي حلال حلال حلال، ولا تنسوا أن تغطوا شعور نسوانكم لأنها حرام حرام حرام!

ومرحبا بالديمقراطية الجديدة

هناك تعليقان (2):

  1. انا معجب جدا برايك واسلوبك ....ممتاز ووجه نظر ممتازه ...فعلا مهما كان اللى بيقول مسلم مسيحى يهودى ان شاله يكون ملوش مله بس لازم اعرف دا هيعمل ايه وخطته ايه وهدفه ايه مش اتكلم فى انى اتحكم فى الشعب ...سواء دا كان صح ولا غلط ...فالمبداء غلط ...تحياتى على هذا المقال الرائع

    ردحذف
  2. شكرا يا طارق
    هند

    ردحذف