إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 11 سبتمبر 2011

البطل أردوغان

أقرأ كثيرا هذه الأيام عن أردوغان الذي اعتبره المصريون -دون باقي العالم- بطلا، ليس لأنه أوصل بلاده إلى كل ما وصلت إليه من تكنولوجيا وقوة وعلم وعلم وعلم -والتي أعتبرها شخصيًا هي البطولة الحقيقية التي فعلها أردوغان- ولكن لأنه طرد السفير الإسرائيلي من بلاده، في الوقت الذي انتظر المصريون هذه الخطوة من حكومتهم، فلم تبلّ ريقهم وتحقق لهم حلما غاليا، وإنما أحبطتهم أشد الإحباط!!

وبصرف النظر عن السبب السياسي وراء طرد أردوغان لسفير إسرائيل من بلاده، والذي لا يعنيني الآن على الإطلاق، فإن ما أندهش له بشكل كبير، أن هؤلاء الذين يعتبرون أردوغان بطلا، ويعتبرون تركيا رمز القوة للمسلمين في هذه الفترة، هم نفس الأشخاص الذين يتهمون العلمانيين بالكفر والإلحاد كذبًا، وينسون أو يتناسون تمامًا أن تركيا بأكملها بلد علمانية 100%، ألم يفكر أحد في هذا؟

ألم يفكر أحد لماذا أصبحت تركيا بهذه القوة الآن؟

هؤلاء الذين يطالبون بتحويل مصر إلى بلد إسلامي أسوة بالسعودية وإيران، ويدّعون كذباً أيضا أن تخلفنا الاقتصادي والسياسي الآن بسبب عدم تطبيقنا الشريعة الإسلامية على حق، هؤلاء الذين يظنون أن البلاء الذي وقعنا فيه، هو ابتلاء من الله تعالي، لأننا ابتعدنا عن إسلامنا وديننا وجهادنا في سبيل الدين، وهم نفس الأشخاص الذين يمجدون أردوغان وتركيا، عجبًا!

ألم يفكر هؤلاء أن هذا الانحدار الأخلاقي والثقافي والعلمي والسياسي، ما هو إلا نتاج لتجاهلنا مبدأ العمل والعلم الذي تبنته تركيا منذ أعوام، ليست طويلة في عمر الشعوب؟

ألم يفكر هؤلاء أن القوة التي وصلت إليها تركيا الآن، القوة التي جعلتها تنافس وتحارب ليس فقط إسرائيل -فكلنا نعلم أن من يحارب إسرائيل، إنما يحارب أمريكا نفسها!- هي قوة العلم الذي وصلت إليه، والذي جعلتها تقف رأسا برأس أمام أكبر وأقوى بلدان العالم؟!

الم يتذكر أحد أن أردوغان عندما سؤال عن موقفه مما يحدث فى سوريا قال بالنص في كلمة له امام المؤتمر العام لاتحاد الغرف التجارية "نصحنا الرئيس بشار الاسد بأن يكون حذراً في مواجهة الاستفزازات وأن يتفادى استخدام القوة وتنفيذ الإصلاحات " لو حدث أن قال أحد من المجلس العسكرى أو أى شخص مصري هذا الرأي لنقلبت الدنيا عليه، وأعتبرنا موقفه ضعيف، وأتهمناه أنه فل من فلول النظام ! ولكن بالعكس لم يصف أحد موقف اردوغان بالضعيف ! وهو بالفعل ليس كذلك، بل هو موقف يعكس مصلحة بلاده ليس أكثر !

فيجب علينا جميعا أن نعلم أننا لن نحصل على قوتنا أبدا بمجرد طرد سفير أي بلد، حتى وإن كانت إسرائيل، كما لن نحصل عليها بالتنطيط أمام السفارات، ولا برشق العساكر بالطوب وتكسير الحوائط والجدران، ولا بالصراخ أمام كاميرات العالم كله، ولا عند انتظار البطل أردوغان على أبواب كل مطارات العالم!

قوتنا سوف نحصل عليها، فقط إذا اجتمعنا على كلمة سواء، وهي كلمة قوة العلم والعمل، ولن ينصت إلينا العالم كله ولن يخافنا ويهابنا إلا في هذه الحالة فقط.

هناك تعليق واحد:

  1. مع احترامى لوجه النظر اللى عرضتيها بالنسبه لرجب طيب اردوغان فانت خلطتى بين مواقف اردوغان ضد البلطجه واليهود والقمع الامركى فى العالم العرب وبين ساسه دوله ....فقبل اردوغان مواقف تركيا كانت دائما منحازه للغرب بالاضافه ان العالمانيه هى ليست الانحلال الاخلاقى او العمل والعلم ولكن هى فصل الحياه السياسيه عن الدين او بمعنى ادق التحاكم الى القوانين الوضعيه ..ودا من وجه نظرى اثبت فشله سواء كان على الصعيد الاقتصادى ....وشفنا كلنا الازمه العالميه ...وكمان على الصعيد الشخصى ...وللاسف مفيش دوله فى العالم بتحكم بالدين سواء كان اسلامى يهودى مسيحى ....بمعنى ادق موقف تركيا هو موقف رجل او بمعنى اصح هم مجموعه وعلى راسهم اردوغان واعز صديق له هو نائبه ...ومجموعه محافظين وكلهم ناس ملتزمين دنيا ...وعلى راى المثل الرجال مواقف !!!!!

    ردحذف