إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 17 يوليو 2011

العلمانية والشذوذ

أسمع كثيراً هذه الأيام عن العلمانية والعلمانيين، من مختلف أطياف المجتمع، فيدهشني ما أسمع، خاصة من المثقفين والمتعلمين في المجتمع، فالغالب على آرائهم أن العلمانيين كفرة والعياذ بالله، ولا يريدون أن يكون لنا دين، هذا غير انحيازهم الكامل لحرية الشذوذ الجنسي والانفلات الأخلاقي!

ومع أني لست علمانية، فإنني ما زلت أندهش من نظرة المجتمع للفكر المخالف له، وخاصة فيما يخص الدين، وبالذات من سطحية التفكير، وسطحية المبررات التي ارتكزوا عليها في محاربة العلمانيين. والقول إننا في حاجة لدولة دينية لا علمانية فقط، لمحاربة هذه الأفكار الكافرة!

ألا يرى هؤلاء في فكر العلمانيين سوى رأيهم في الشذوذ الجنسي، كما لو كنا نتكلم عن مجموعة شاذة من الأشخاص الذين يحاربوا من أجل الحصول علي حقهم في هذا الأمر!

والغريب والمضحك أيضاً، أن أكثر بلاد العالم الإسلامي التي تحارب المجتمعات والحكومات المدنية، مثل السعودية، هي أكثر بلاد العالم الإسلامي التي يوجد بها شذوذ، سواء بين رجالها أو بين نسائها، مع أنه لا وجد بها علمانيون!!

والأكثر غرابة أيضاً، أن هؤلاء الناس نسوا طبيعة الشخصية المصرية، التي تكونت منذ أكثر من سبعة آلاف عام، والتي كانت دائما ما تبحث عن إله تعبده، وتؤمن بفطرتها -وقبل ظهور الأديان- بالبعث والحساب والعقاب، حتى إنهم اتخذوا آمون إلها لهم ليعبدوه!

وهذا يعني أن الشخصية المصرية لا يمكن أن ترضى أبدا بغير الدين والأخلاق بفطرتها، ويعني أيضاً أن المسلمين والأقباط في هذا البلد لن يقبلوا الرزيلة مهما تطور فكرهم لأي سبب!

إن مجتمعنا الآن بحاجة ماسة إلى تثقيف سياسي وديني وعلمي، والأهم من ذلك أن نتعلم تقبل الآخر، أيا كان فكره ومعتقده ودينه، نحن بحاجة إلى سماع بعضنا بعضا، بحاجة إلى أن نتكلم بكل حرية وصراحة، بلا خوف من تأثير الآخر علينا، بل وبالتفاعل معه، واستيعابه، مهما كان حجم الخلافات الموجودة بيننا.

وإذا كان مُعتقد كل فرد منا بالقوة الكافية، ومبنيا على إيمان راسخ وعقيدة حقيقة، فلا أعتقد أننا في حاجة للخوف من وجود أي شخص، أو وجود أي فكر مختلف عنا، بل إن ذلك يجب أن يكون مدعاة لسعادتنا، لأننا سنجد من يؤيد وجهة نظرنا أو يراجعها معنا.

هناك تعليق واحد:

  1. عجبنى اوى العنوان ..وعندك حق فعلا بس ..المشكله الحقيقيه هى ان فى اكثريه بتربط العلمانيه بالشذوذ ...ومحدش اصلا فاهم يعنى ايه علمانيه ...ولو افترضنا انهم فاهمين ...وهم كفره ...انا مش من حقى افرض عليهم معتقداتى ولا هم من حقهم العكس ...يا ناس فى حاجه اسمها فطره فى حاجه اسمها تقبل نفسى فى حاجه اسمها ادميه ...للاسف نحن فى زمن الجهل ...

    ردحذف